رُشّحت منظمة الصحة العالمية، المكلفة بمهمة مكافحة جائحة كورونا، مرة أخرى لجائزة نوبل للسلام هذا العام. وكانت المنظمة أفضل المرشحين في عام 2020، إلا أنها خسرت لصالح برنامج الغذاء العالمي.
وشكّل فيروس كورونا محور اهتمام العالم على مدى العامين الماضيين، ولذلك جاء ترشيح المنظمة، في ظل قيادتها للجهود العالمية في مواجهة هذا الوباء، وتقديم تصوراتها وتوصياتها حول كل ما يتعلق بالفيروس وتطوراته ومتحوراته وآخرها متحور "أوميكرون" شديد العدوى.
هذا إلى جانب إدارة المنظمة لمبادرة "كوفاكس" لتوزيع اللقاحات وتشديدها على توزيعها بتساو وبعيداً عن سياسات احتكاره التي تمارسها الدول الغنية.
وبرغم عملها، لم تُسلم منظمة الصحة العالمية منذ نشأتها عام 1948، من الانتقادات التي وصلت إلى حدّ اتهامها بالانحياز السياسي، وأهمها للصين بسبب ما وصفه سياسيون أميركيون وغربيون بـ"التأخر في الإبلاغ عن جائحة كورونا" في ديسمبر/ كانون الأول 2019، والذي ربط أيضاً في ظاهرة لافتة أثارت جدلاً كبيراً بـ"التاريخ الشيوعي" للأمين العام غيبريسيوس الذي قاد "الحرب" ضدّ الوباء رغم إقراره بالصعوبات والتحديات، وكذا تلقيه إشادات كثيرة أثنت على طريقة إدارته لمنظمة الصحة العالمية خلال الأزمة.
يذكر أنّ لجنة نوبل تختار في كل عام، شخصا أو منظمة، للفوز بالجائزة، على الجهود المبذولة في تعزيز السلام. ولا تكشف لجنة نوبل النرويجية التي تختار الفائزين عن الترشيحات وأبقت سرا على مدى 50 عاما أسماء المرشحين غير الفائزين وأسماء الجهات التي اقترحت المرشحين.
لكن بعض من يختارون المرشحين، مثل المشرعين النرويجيين، يكشفون عن اختياراتهم.
والجائزة عبارة عن شهادة وشيك بقيمة عشرة ملايين كرونة (980 ألف يورو)، وتسلم تقليدا في العاشر من ديسمبر/كانون الأول في ذكرى وفاة ألفريد نوبل (1833-1896).
ومن بين المرشحين لجائزة نوبل للسلام هذا العام، إلى جانب منظمة الصحة العالمية، المذيع التلفزيوني البريطاني ديفيد أتينبارا وسفياتلانا تسيخانوسكايا المعارضة في روسيا البيضاء، بعد أن حصلوا على مساندة مشرعين نرويجيين عادة ما يسهمون في اختيار الفائزين.
ويمكن لآلاف الأشخاص، من أعضاء البرلمانات على مستوى العالم إلى الفائزين السابقين بالجائزة، اقتراح مرشحين.
وفاز مرشحو المشرعين النرويجيين بالجائزة كل عام منذ 2014، باستثناء 2019، بمن في ذلك واحدة من الفائزين الاثنين بها العام الماضي، وهي الصحافية ماريا ريسا..
ومن بين المرشحين الآخرين الذين كشف عنهم المشرعون النرويجيون السياسي الروسي السجين أليكسي نافالني والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وحلف شمال الأطلسي وناشطة حقوق الإنسان الإيرانية مسيح علي نجاد.