منظمات غير حكومية: أزمة السودان منسّية تماماً

16 فبراير 2024
السودان يتجه إلى مجاعة في حال عدم فعل أي شيء (فرانس برس)
+ الخط -

تزداد تحذيرات المنظمات غير الحكومية من مخاطر الجوع في السودان الذي يشهد حرباً منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي، في وقت تقول الأمم المتحدة إنّ نحو 25 مليون سوداني، أي أكثر من نصف عددهم البالغ 48 مليوناً، باتوا يحتاجون إلى مساعدة، بينهم 18 مليوناً يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وقبل أيام حذّرت منظمة "سوليداريتيه إنترناسيونال" من أنّ "السودان يتجه إلى مجاعة في حال عدم فعل أي شيء".

وقالت جاستين موزيك بيكيمال، المديرة الإقليمية للمنظمة غير الحكومية: "إذا لم يُستورد الغذاء عبر الوسائل الإنسانية لن يحصل الناس على شيء لأنّ لا شيء في الأسواق، وبالتالي سيموتون من الجوع".

أما مدير المجلس النروجي للاجئين، وليام كارتر، فعلّق بأن "الناس باعوا كلّ ما يملكونه بعد عشرة أشهر من البقاء بلا عمل وأجر في بلد كان شهد أرقام تضخّم مرتفعة جداً قبل الحرب. وقد أصبح الوضع صعباً، وهذا ما عاينته لدى زيارتي دارفور التي دمّرتها عقود من العنف العرقي، حيث صدمتني حالة الطوارئ الغذائية".

وفي بداية فبراير/ شباط الجاري، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود بأن طفلاً واحداً على الأقل يتوفى كلّ ساعتين في مخيّم زمزم بدارفور، حيث يعيش بين 300 ألف و500 ألف نازح، أما الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد ولم يموتوا بعد فيواجهون خطر الموت خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج.

من جهتها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنه "من دون دعم دولي إضافي يرجّح أن يموت عشرات آلاف الأطفال في السودان"، في حين قالت ديبمالا ماهلا، مديرة الشؤون الإنسانية في "كير إنترناشيونال": "نخاطر بخسارة جيل كامل".

وكانت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، قد أكدت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنها تعجز عن وصف الفظائع التي تحدث في السودان، مشيرة إلى أن "الأطفال علقوا في مرمى النيران، وتعرضت فتيات صغيرات لاغتصاب أمام أمهاتهن".

أما أليس فيرير، المسؤولة عن السودان في منظمة "بروميير أورجانس انترناشيونال"، فقالت: "ليس السودان على المستوى ذاته لحجم المبالغ التي خُصِصت لأوكرانيا، وأزمته منسية تماماً". علماً أن الأمم المتحدة وجهت في شباط الجاري نداءً لجمع 4.1 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسودانيين هذه السنة، وأعلنت أنها لم تتلقَّ العام الماضي إلا نصف التمويل المطلوب.

(فرانس برس)

المساهمون