منظمات أهلية تطور نظام معلومات طبياً في الشمال السوري

04 سبتمبر 2023
يسهل النظام الصحي الإلكتروني متابعة المرضى (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت فكرة إنشاء نظام صحي إلكتروني في ظل عدم وجود نظام معلومات طبية متكاملة في مناطق شمال غربي سوریة، ليوفر النظام طريقة جيدة لتكوين سجل طبي لكل مريض، بهدف بناء نظام معلومات یكون نواة لنظام طبي یطبق في كل منشآت المنطقة.
يقول منسق إدارة المعلومات في منظمة "يداً بيد" للإغاثة والتنمية، أحمد الهلال، لـ"العربي الجديد": "قمنا بتنفيذ نظام إلكتروني متكامل یسھل تقديم الخدمة للمواطنين، ويقوم بأرشفة البیانات الطبية للمريض، وتراعي طريقة الأرشفة المتبعة منع التكرار وحفظ البیانات، وكذلك توفیر سجل طبي تراكمي، ويشمل النظام إمكانية تتبع حركة المواد الطبية بین جمیع المستودعات، فضلاً عن آلية عمل متكاملة للمنشآت الطبية". 
يضيف الهلال: "في البداية، طور قسم إدارة المعلومات برمجيات تسھل عمل بقية الأقسام، بما فیھا القسم الطبي، ثم بادر بعرض خطة تطوير نظام طبي يقوم على دمج المكونات كلها في نظام واحد، واعتمد المقترح من قبل إدارة المنظمة، ليبدأ العمل عليه في مطلع عام 2021، ليدخل حیز التنفیذ التقني في شهر سبتمبر/ أيلول من العام ذاته، في حين بدأ عمل الجزء الخاص بإدارة المستودعات في يناير/ كانون الثاني 2022".
ويشير إلى أنه "لم یتم التنسیق مع أي جهة، حكومية أو غير حكومية، بخصوص تنفیذ المشروع، وإنما ھو مبادرة ذاتیة للمنظمة، ونتطلع لتوسیع نقاط العمل بحيث تغطي كل المنشآت الطبیة في المنطقة، أو المساھمة في أن یكون البرنامج متوافقاً مع النظام الصحي العام في المستقبل، ويقدم فرصة لبناء نظام معلومات شامل يتيح معلومات عن الواقع الصحي تستخدم في وضع الخطط المستقبلية، كون النظام یستخدم المعاییر العالمیة في تنميط الأمراض، والأدوية، وبالتالي تكون المعلومات متوافقة مع المستويات العالمیة لتحديد الفجوات الصحية بشكل دقيق". 
لكن التحدي الأكبر، وفق الهلال، يكمن في عدم وجود رقم وطني لكل مريض، مما يجعل عملية بناء سجل تراكمي أمراً بالغ الصعوبة، إذ یقوم بعض المرضى بتسجیل أسمائھم بطریقة مختلفة في كل مرة، إضافة إلى مشكلة أخطاء إدخال البیانات التي یمكن أن تعطي المریض أكثر من اسم عند اختلاف التھجئة. مقترحاً استحداث بطاقات صحية تحوي رقماً مخصصاً لكل مريض، وعند حصول المواطن على ھویة وطنیة یمكن للنظام الطبي الانتقال إليها.
من جانبه، يؤكد مسؤول المستودعات الطبية بمنظمة "يداً بيد"، مازن شاهين، لـ"العربي الجديد"، أن نظام المعلومات الطبية معني بالتحكم والإدارة الكاملة للإمداد الطبي من خلال مراقبة حركة المواد والاستهلاك ومستويات المخزون، بالإضافة إلى السهولة الكبيرة التي يوفرها البرنامج في نقل المواد من وإلى المستودعات المركزية والمنشآت.

الصورة
يتيح السجل الطبي الالكتروني تتبع التاريخ المرضي (العربي الجديد)
يتيح السجل الطبي الالكتروني تتبع التاريخ المرضي (العربي الجديد)

ويضيف شاهين: "دور المستودعات المركزية يتجسد في إضافة تعريف للمواد الطبية بالتنسيق مع مجموعة من الصيادلة، وتعريف الأكواد ضمن البرنامج، وإدخال وإخراج الكميات عن طريق قراءة الأكواد، ومراقبة المخزون للتأكد من كميات المخزون الاستراتيجي، ومخزون الأمان، وإرسال كميات المواد إلى حسابات المنشآت بشكل مباشر، ومراقبة حركة المواد والفواتير، وتنفيذ خطط التوزيع ومراقبتها، وإعداد تقارير الصرف على مستوى كل مشروع، وتحديث بطاقة المخزون الإلكترونية، تتبع صرف الدواء في المنشآت، وأرشفة الأدوية ضمن الملف الطبي الخاص بكل مريض".
ويشير إلى أن "الفئات المشاركة تتجسد في 5 صيادلة، واثنين من المهندسين لإدارة الأجهزة، وفني مختبر، وفني صيدلة، وفني عمليات، وأشخاص متخصصين في الاقتصاد وإدارة الأعمال. نظام المعلومات الطبي قابل للتطبيق في القطاع الخاص، وفي المشافي والمراكز الطبية العامة، وحالياً يعمل ضمن مشافي ومراكز طبية تقوم بتشغيلها منظمة (يداً بيد)، والفئات المستفيدة هي المجتمع بشكل عام، والكوادر الطبية، والمشروع مبادرة تعاونية ذاتية في المنطقة، كما أنه يغطي جميع الاختصاصات والأمراض، كما يتحكم بصرف الدواء للمرضى من الصيدليات المتعاونة".

ويقول محمد درويش، من قسم إدخال البيانات في "منظمة الأطباء المستقلين" بمستوصف الدنا، لـ"العربي الجديد": "نقوم باستقبال المريض، ونفصل هويته وبياناته الشخصية، ثم نحوله للطبيب المختص ليشخص حالته المرضية، ويحوله إلى الصيدلية للحصول على الدواء المناسب، ويتم هذا عبر برنامج إلكتروني خاص يربط جميع الأطباء في منطقة العمل، ونستفيد من كون البرنامج يسهل علينا متابعة المريض، ومعرفة الأدوية السابقة، وتاريخ الحالة المرضية، إضافة لتسهيل آلية التشخيص والمتابعة، فالطبيب يطلع على تاريخه المرضي، والأدوية التي تلقاها، واسم المنشآت الطبية التي راجعها".
ويقول النازح عيسى أحمد، المقيم في مدينة الدانا، لـ"العربي الجديد": "أبي يعاني من السكري وأمي تعاني من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي نأتي إلى المستوصف بشكل دوري، فنجد الدور جاهزاً، ونأخذ الأدوية بشكل شهري بالمجان، فالأدوية غالية، ولا نستطيع شراءها من الصيدليات الخاصة".

المساهمون