منشورات الاحتلال وحطام المنازل وقود "خباز المخيم" في خانيونس

13 مارس 2024
الاحتلال استهدف المخابز الآلية في غزة (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

لم تترك الحرب الإسرائيلية على غزة خياراً أمام الخباز الفلسطيني سهيل قاسم سوى النزوح بعائلته إلى خانيونس، حيث لا يحمل سوى عائلته ومهنته التي قضى فيها 35 عاماً في أحد مخابز غزة.

وفي أحد مخيمات النزوح بمحيط المستشفى الأوروبي يجلس"خباز المخيم"، كما لقبه الأهالي، على الأرض أمام فرنٍ مصنوعٍ من الطين، يوقد النار بداخله، بينما يتجمع النازحون حول خيمة قاسم وهم يحملون العجين بانتظار دورهم في الخبز، في ظل نقص غاز الطهي وعدم قدرة النازحين على شراء الحطب والفحم.

يمارس قاسم عمله بانتظام في ظل محدودية المخابز العاملة في قطاع غزة، حيث خرجت جميع المخابز الآلية العاملة عن الخدمة جراء تعرضها للقصف من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن غياب الكهرباء والوقود اللازمين لتشغيل مخابز جديدة في ظل قطع إسرائيل كافة الإمدادات المانحة للحياة.

خباز المخيم يسد رمق النازحين

يقول خباز المخيم: "كنت أعمل خبازاً في أحد مخابز غزة لمدة 35 عاماً، ولكن مع بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، اضطررت للنزوح إلى خانيونس"، مضيفاً: "بعد اجتياح خانيونس توجهت إلى المستشفى الأوروبي، جنوب شرق المدينة. واجهتني صعوبات في توفير الخبز للعائلة فقررت البحث عن حل جذري".

ويوضح قاسم، الذي يعيل 9 أفراد، أن الأوضاع المعيشية الصعبة وصعوبة الحصول على الخبز دفعته لإنشاء فرن من الطين لصناعة الخبز لعائلته وكوسيلة رزق تعيله وأسرته مع استمرار الحرب الإسرائيلية.

ويتابع قاسم وهو يخبز العجين للنازحين: "كنت أعاني كما يعاني النازحون من صعوبة توفير الحطب أو غاز الطهي، فقررت صناعة الفرن والتخفيف عن الناس في الحصول على الخبز قدر المستطاع".

ويستخدم "خباز المخيم" ما يتمكن من جمعه أو شرائه من الحطب وبقايا الأخشاب من المنازل المدمرة إضافة إلى الأوراق وحتى المنشورات الورقية التي يلقيها الجيش الإسرائيلي على مناطق قطاع غزة.

ويحصل قاسم على مبلغ زهيد مقابل خبز كل عدد من الأرغفة، ويختلف هذا المبلغ من شخص إلى آخر حسب الحالة المادية له، كما يقول الخباز، موضحا أن "‏هذا الفرن يوفر مصدر دخل لأفراد أسرتي مما أجمعه من مبالغ زهيدة مقابل الخبز رغم المعيقات والتحديات".

ويبين أن أبرز التحديات التي تواجهه هي عدم توفر الأخشاب والحطب بشكل دائم، وهو ما يعيق عمله في بعض الأوقات، لكنه يؤكد مواصلة العمل للتخفيف عن سكان المخيم.

والأحد، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بأن "الجوع في كل مكان بقطاع غزة" الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

وقالت الوكالة الأممية على منصة إكس إنه "مع اقتراب رمضان فإن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح".

وجراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 شهور والقيود الإسرائيلية، بات الفلسطينيون بالقطاع ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني.

ويحل شهر رمضان هذا العام بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات وبنزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون