منحة روضة بشارة عطا الله تختم "أسبوع العودة" تزامناً مع ذكرى النكبة
اختتمت جمعية الثّقافة العربيّة فعاليات "أسبوع العودة" الأول الذي نظمه برنامج منحة روضة بشارة عطا الله في الداخل الفلسطيني، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، والذي أقيمت فعالياته في الجامعات الإسرائيليّة، وحيفا، ويافا، والطنطورة المُهجرة، كما تم إطلاق كرّاسة فعاليات العودة للصّفوف الابتدائية.
وعلى مدار أسبوع كامل من 13 مايو/ أيار حتى 20 مايو/ أيار نظم برنامج روضة بشارة عطا الله بدعم من مؤسسة الجليل – لندن عدداً من الفعاليات التي تطرقت إلى آثار النكبة على الحياة اليوميّة في فلسطين وإلى العمل نحو العودة.
وخلال الأسبوع تم عرض جزء كبير من الفعاليات بصورة رقميّة على صفحات جمعيّة الثّقافة العربيّة والمنصات المختلفة، من أجل إتاحة المعرفة وتوسيع رقعة الأثر لعدد أكبر من الجمهور في البلاد، وخارجها والمُهجّر منها قسراً.
وتضمن الأسبوع عدداً من المحاضرات التي مُررت بالأساس لطلبة منحة روضة بشارة عطا الله، كما فتح المجال لأصدقاء الجمعيّة والمهتمين بحضورها، إضافةً الى عرضها بالبث المباشر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي للعموم.
تناولت المحاضرة الأول التي قدّمها الباحث خالد عنبتاوي مسألة الرواية التاريخيّة بصوت الفلاح وغناء الريح. وخلال المحاضرة عرض عنبتاوي على الحاضرين والحاضرات أكثر الأبيات الشعرية المغناة في الغناء الشعبي والمقاطع الفولكلوريّة انتشاراً بين الشعب الفلسطيني في محطات متفرقة من تاريخه، من أجل فهم الرواية التاريخيّة التي حملها معه ما قبل وبعد النكبة.
علاوةً على ذلك، قدمت الباحثة أسرار كيال، المتدربة في مجال الصحة النفسيّة، محاضرة لجموع الطلبة والجمهور، بعنوان "آثار النكبة على الصحة النفسيّة المجتمعيّة" والتي تناولت ديناميات التناحر بين أفراد المجتمع الفلسطيني في الوقت الحالي، محاولةً تسليط الضوء على أسباب صعود الجريمة المنظمة في السياق المجتمعي، والتحولات الحاصلة في المناطق المختلفة داخل حدود فلسطين التاريخيّة، ومدى علاقة النكبة بتشكيل هذا المشهد الاجتماعي وخطورته.
ولم تكتف المحاضرة بعرض الواقع كما نظّر له محللو علم نفس المجتمع في سياقات الاستعمار الاستيطاني بل تناولت أيضاً سبل الفهم وطرق التغلب على آثار وتبعات النكبة والأزمات التي خلفها هذا الواقع.
كما قدمت المحامية هدية كيوف محاضرة تناولت قضية الفلسطينيين/ات الدروز، وحراك "أرفض شعبك بيحميك" الذي تأسس في عام 2014 من أجل مواجهة التجنيد الإجباري المفروض على المجتمع الدرزي في البلاد. كما تناولت المحاضرة الواقع من منظور تاريخي، وتحديداً كيفية فصل الدروز عن المجموعات الفلسطينيّة المختلفة في سنوات الخمسينيات، وسياسات التفرقة التي يتم العمل عليها منذ ذلك الحين حتى الآن. إضافة الى ذلك قدّم رأفت حرب للجمهور تجربته في رفض التجنيد الإجباري وتطرّق إلى الضغوط التي مورست عليه في تلك الفترة.
وشهد "أسبوع العودة" ورشات مختلفة، كان أهمها "مدخل إلى استخدام الذكاء الاصطناعي"، قدمها منسق المنحة عز عودة، متطرقاً إلى أهم منصات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، وكيفية استخدامه في بناء رسمات تُحاكي العودة الفلسطينيّة للمُهجرين قسراً.
كما ناقش طلبة منحة روضة بشارة عطا الله رواية الأديب غسان كنفاني "رجال في الشمس" في مكتب الجمعيّة في حيفا، بتوجيه من الكاتب إياد البرغوثي.
