ملجأ لصنع الأطراف الصناعية للكِلاب الضالة في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
17 ديسمبر 2021
ملجأ يصنع الأطراف الصناعية للكِلاب الضالة في غزة
+ الخط -

يعتني الفلسطيني سائد العر، في أرض تقع جنوبي مدينة غزة، بمئات الحيوانات المريضة، وذات الأطراف المبتورة، فيما يقوم برفقة عائلته وعدد من الأصدقاء بتركيب الأطراف الصناعية، وتقديم العديد من الخدمات الطبية والصحية والغذائية لها.

وتمكّن العر بمعيّة والده سعيد، من صناعة أطراف صناعية، اعتماداً على معدات بدائية للكلاب الضالة والمصابة بالشلل وبتر الأطراف، فيما يتم تقديم مختلف أشكال الرعاية لها داخل الملجأ المخصص لإيواء الكلاب، والذي يضم عددا من الأقسام، يتم فيها عزل بعض الكلاب عن بعضها.

ويضمّ الملجأ التابع لجمعية سُلالة لحماية وحفظ الحيوانات، نحو 400 كلب، من مختلف الأحجام والأنواع والأعمار، فيما يتم العمل بجهود فردية، بعيدا عن الدعم الرسمي، ويتم تقديم الرعاية الصحية والعلاجية والغذائية، علاوة على الخدمات الخاصة بصناعة وتركيب الأطراف الصناعية.

ملجأ يصنع الأطراف لكلاب غزة الضالة (عبد الحكيم أبو رياش)
يقوم بتركيب الأطراف الصناعية للكلاب (عبد الحكيم أبو رياش)

وبإمكانيات بسيطة، يحاول القائمون على المشروع "غير الربحي" العناية بالحيوانات، وتوفير أطراف صناعية، لمساعدتها على الحركة وتجاوز الأزمة، فيما يتم استخدام أدوات بدائية وأخرى خاصة بالإنسان، بسبب عدم توفر الأطراف الصناعية الأصلية للحيوانات.

وتم توفير الأرض المُقام عليها المشروع، منذ عام 2017، عبر بلدية غزة، ومساحتها 2 دونم ونصف، وذلك لجمع الكلاب الضالة وحفظها ورعايتها، كـ"ملجأ رحيم"، بعيدا عن المضايقات والمخاطر التي يتعرض لها الكلاب في الشوارع، من قتل عبر إطلاق النار، أو التعرض لحوادث السير، ومختلف أنواع الحوادث العادية، وحوادث الحروب.

ملجأ يصنع الأطراف لكلاب غزة الضالة (عبد الحكيم أبو رياش)
جمع الكلاب الضالة وحمايتها من المخاطر (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول العر في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ قصص الحيوانات التي تم جمعها وتقديم الرعاية لها تختلف من واحدة إلى أخرى، إذ تم إدخال بعض الكلاب للمكان بعدما وُجدت مبتورة القوائم في الشوارع نتيجة تعرضها لحوادث مختلفة، إلى جانب الإصابات التي تعرضت لها خلال الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحديدا الحرب الأخيرة، والتي خلّفت العديد من الإصابات المتوسطة وإصابات البتر، فيما يتم تبليغ الملجأ من طرف الأهالي والمواطنين عن بعض الحيوانات الضالة أو المريضة، بغرض احتوائها.

ملجأ يصنع الأطراف لكلاب غزة الضالة (عبد الحكيم أبو رياش)
ملجأ يهتم برعاية واحتضان كلاب غزة الضالة (عبد الحكيم أبو رياش)

ويتم تقديم العديد من الخدمات والتي تبدأ بالرعاية المبدئية، والحفاظ على النظافة، إلى جانب تقديم الطعام المناسب، والعلاجات والأدوية الضرورية، علاوة على تركيب الأطراف الصناعية.

وبحسب العر، فإن المشروع يهدف إلى تقديم مختلف أشكال الرعاية، والتي تبدأ بإيصال الحيوان المريض أو المصاب إلى العيادة البيطرية، ومواصلة الرعاية عبر تنظيفه، وفرزه وفق القسم المطلوب، وصولًا إلى البدء بتركيب الأطراف الصناعية للحيوانات المُصابة بأحد أنواع البتر.

ملجأ يصنع الأطراف لكلاب غزة الضالة (عبد الحكيم أبو رياش)
يستقبل الملجأ الكلاب بشكل يومي (عبد الحكيم أبو رياش)

ويستقبل الملجأ الكلاب بشكل يومي، فيما يتم العمل على تجهيز جوازات سفر لثلاثة كلاب للسفر إلى كندا، بعدما تبناها زائر كندي، ويقول العر إن "الأسرة تتعاطف مع الكلاب الضالة، والتي تتعرض بشكل مستمر للمخاطر، ما دفعها إلى تخصيص معظم وقتها لرعايتها والحفاظ عليها، إلى جانب تقديم مختلف الخدمات إليها".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويهتمّ أصحاب المشروع الذي انطلقت فكرته عام 2012 بمختلف أنواع الحيوانات، والتي تحصل على الرعاية، فيما تم التركيز أخيرا على الحيوانات التي تعاني من البتر، من خلال توفير المتطلبات الأساسية، بجهود ذاتية، وبدعم من الأصدقاء، والمتعاطفين مع الفكرة.

ملجأ يصنع الأطراف لكلاب غزة الضالة (عبد الحكيم أبو رياش)
الاهتمام بالكلاب التي تعاني من البتر (عبد الحكيم أبو رياش)

فيما لا يزال المشروع يواجه عدة تحديات، وفي مقدمتها عدم توفر الأطراف الصناعية الأصلية والمُخصصة للكلاب والحيوانات في قطاع غزة، واقتصار التعامل فقط على ألعاب الأطفال والأحزمة المخصصة لزينة الحيوانات، إلا أن أصحاب الملجأ لا يزالون يؤمنون بأهمية مواصلة العمل رغم التحديات.

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
استعداد لاستقبال الأسرى أمام سجن عوفر (العربي الجديد)

مجتمع

تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة
الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون