اختتمت في الدوحة، السبت، أعمال الملتقى السنوي الخامس لجمعية المكتبات والمعلومات في قطر، والذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بالتعاون مع كلية لندن الجامعية في قطر، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، وتحت عنوان "الابتكار في المكتبات".
وأوصى الملتقى أن تتبنى المؤسسات الرائدة، كمكتبة قطر الوطنية، وضع خططٍ فورية لدعم أخصائيي المكتبات من خلال توفير برنامج أكاديمي معتمد دوليًا للدراسات العليا في تخصص المكتبات والمعلومات.
وأوضح وزير الدولة القطري رئيس مكتبة قطر الوطنية، حمد بن عبد العزيز الكواري، خلال كلمته في الملتقى، أن المكتبات في أواخر القرن العشرين كانت تُعد بمثابة المكان الثالث بعد البيت والعمل، ولكنها اليوم، وفي ظلّ جائحة كورونا، امتدّت إلى البيت أكثر من ذي قبل بفضل النقلة الرقميّة، مشيرا إلى أن عمليّة تسخير التكنولوجيا لتعزيز رقمنة محتوى المكتبات ليست أمرا طارئا على المكتبات الحديثة، بل رهان متواصل لمدّ الجسور مع القراء.
وأكد الكواري أنّ "التعويل على رأس المال البشري مهم في تطوير المكتبات، وأن امتلاك قدرات بشريّة لها تفكير إبداعي بات شرطا أساسيا من شروط ديمومة المكتبة في بيئة متسارعة التغيير"، لافتًا إلى أن "أبرز ما يميّز التفكير الابتكاري هو التغيير، والرصيد البشري مؤهّل لهذا التغيير، وعلينا أن نثق بإمكاناته، وأن نوفّر له سبل التعبير عنها".
ولفتت رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية المكتبات المعلومات في قطر، هند المفتاح، إلى تمكن أعضاء الجمعية خلال السنوات الماضية، رغم تأخر تسجيلها وإشهارها رسميا، من تنظيم أربعة ملتقيات مختلفة، وصاحب ذلك ارتفاع أعداد المنتسبين إليها من 20 عضوا إلى أكثر من 200 عضو، مشيرة إلى أن أكبر إنجاز حققته الجمعية يتمثل في تسجيلها كعضو في "الإفلا"، والتي تعد ضمن إحدى أهم المؤسسات التي تُعنى بالمكتبات والمعلومات في العالم.
وأضافت المفتاح أن "هذه الخطوة مهمة في مسيرة الجمعية من ناحية تعزيز دورها التطويري والتدريبي في مجال المكتبات، واستكمال نشاطاتها بدعم من معهد الدوحة للدراسات العليا ومكتبة قطر الوطنية"، مشيدة بالعلاقة الوثيقة بينها وبين المؤسسات الثقافية والأكاديمية، وأنها ستواصل مسيرة تطوير أخصائيي المكتبات والمعلومات، وتعزيز نمو الاقتصاد المبني على المعرفة من خلال توفير فرص النمو المهني وتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات.
وتحدث منسق درجة الماجستير في دراسات المكتبات والمعلومات بكلية لندن الجامعية في قطر، فردريك نيستا، عن الدور الذي قامت به الكلية في تطوير أخصائيي المكتبات والمعلومات وتأهيلهم، معربا عن فخره بما قدمته خلال عشر سنوات.
وكشفت رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، كريستين ماكنزي، في كلمتها، أن الاتحاد تم تأسيسه عام 1927، ويعد الصوت الذي يعمل على دعم قطاع المكتبات في العالم، وأن الأعمال التي يقوم بها تشمل تطوير المهارات المهنية، ومشاركة الخبرات، وتطوير المبادئ التوجيهية.
وقدمت ضمن برنامج الملتقى مجموعة من العروض البحثية، فقدمت مديرة مكتبة معهد الدوحة للدراسات العليا، نوف الخشمان، عرضا بعنوان "عندما يتولى المستفيدون المسؤولية: الاقتناء حسب الطلب". وناقش فيديليتي فيري وصامويل إيفا من مكتبة جامعة حمد بن خليفة، موضوع "توفير خدمات مكتبية مبتكرة للأطفال".
وقدمت إيمان الشمري ومريم الخالوصي من مكتبة قطر الوطنية، عرضًا ركزتا فيه على الدعم المقدم لأخصائيي المعلومات، وأثره على تقديمهم لخدمات مبتكرة، وتلا ذلك عرض بعنوان: "لا حدود للتواصل والإبداع في المكتبات المدرسية" من تقديم هدى اليافعي، وعرض مسجل لحازم جمجوم تطرق إلى تطوير المجموعات الصوتية في مكتبات قطر.