ملاوي وباكستان: ارتفاع عدد الإصابات بالملاريا بسبب تغير المناخ

24 ابريل 2023
تكثر الإصابات بالملاريا في باكستان (ساينا بشير/ Getty)
+ الخط -

حذر مدير الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بيتر ساندز، من أن كوارث مناخية في ملاوي وباكستان أدت إلى ارتفاع "حاد للغاية" في عدد الإصابات والوفيات بالملاريا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الملاريا الذي يصادف يوم غد الثلاثاء (25 إبريل/ نيسان الجاري).

وفي باكستان، ارتفع عدد الإصابات العام الماضي بعد الفيضانات المدمّرة التي غمرت مياهها ثلث البلاد، أربع مرات ليصل إلى 1.6 مليون بحسب منظمة الصحة العالمية. أما في ملاوي، فقد تسبب إعصار فريدي في مارس/ آذار الماضي بهطول أمطار تعادل متساقطات ستة أشهر في ستة أيام، ما تسبب في ارتفاع عدد الإصابات بالملاريا هكما أفاد ساندز. أضاف: "ما رأيناه في أماكن مثل باكستان وملاوي يشكّل دليلاً حقيقياً على تأثير تغير المناخ على الملاريا. لديكم هذه الظواهر الجوية القصوى سواء كانت فيضانات في باكستان أو إعصار ملاوي، التي تترك الكثير من المياه الراكدة في المكان".

وأوضح: "شهدنا زيادة حادة في عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الملاريا في البلدين". وقال إن اليوم العالمي للملاريا كان عادة فرصة "للاحتفال بالتقدم الذي أحرزناه" لكنه هذا العام سيكون مناسبة لـ "دق ناقوس الخطر".وأشار إلى أن الزيادة الحادة في عدد الإصابات الناجمة عن الكوارث المناخية التي يسببها تغير المناخ توضح الحاجة إلى "استباق" الأزمة الآن. أضاف: "إذا كانت الملاريا ستتفاقم بسبب تغير المناخ، علينا التحرك الآن واتخاذ إجراءات من شأنها تأخير تقدم المرض والقضاء عليه".

وفي باكستان كما في ملاوي، مثّلت برك المياه التي بقيت بعد انحسار المياه أرضاً خصبة لتكاثر البعوض الحامل للمرض.

حل سحري

وقال ساندز إنه تم إحراز بعض التقدم في مكافحة الملاريا لكنّه شدد على أن طفلاً واحداً لا يزال يموت كل دقيقة بسبب المرض. عام 2021، قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك ما يقدر بحوالي 247 مليون إصابة بهذا المرض في كل أنحاء العالم و619 ألف وفاة تعزى إلى الملاريا.

والعام الماضي، حصل أكثر من مليون طفل في غانا وكينيا وملاوي على لقاح "آر تي إس إس" الذي تصنعه شركة الأدوية البريطانية العملاقة "جي إس كيه". كما حصل لقاح آخر هو "آر-21/مايتركس-إم" الذي طوره علماء في جامعة أكسفورد والذي يثير أملاً كبيراً، على الضوء الأخضر من السلطات الغانية منتصف إبريل/ نيسان الجاري لاستخدامه في هذا البلد.

لكنّ ساندز حذّر رغم ذلك من أن اللقاحات ليست "حلاً سحرياً" وخصوصاً بسبب كلفتها وصعوبة نشرها على نطاق واسع. أما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالملاريا، فهي الأطفال دون سن الخامسة والحوامل، فيما تعود الوفيات بالمرض بمعظمها إلى التشخيص والعلاج المتأخرين. وتابع ساندز قائلاً: "يتعلق الأمر كله بالحصول على خدمات يمكنها التشخيص وتوفير علاج، وهذا يعني أننا في حاجة إلى عاملين صحيين في كل قرية ولديهم بالفعل أدوات للاختبار والعلاج". وتابع أن البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ هي أيضاً الأكثر معاناة من الملاريا، مع وجود بنى تحتية هشة تتعرض للتدمير بسهولة أثناء الكوارث الطبيعية".

(فرانس برس)

المساهمون