بدأ عشرات المدرسين السوريين المتطوعين في ريفي إدلب وحماة ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، أمس السبت، إضراباً عن العمل إلى أجل غير محدد، في حلقة جديدة من سلسلة الإضرابات بالقطاع التعليمي في شمال غربي البلاد.
وأصدرت المدارس المتطوعة في تربية حماة وتربية إدلب، أمس السبت، بياناً أعلنت خلاله عن تعليق الدوام حتى تأمين حقوق المعلم المستحقة وهي على الأقل راتب شهري له، وذلك تحت إضراب عام يحمل اسم "إضراب الكرامة للمعلمين".
وأوضح البيان أنّه يمثل جميع المدارس المتطوعة في تربية حماة وتربية إدلب بكل مجمعاتها جسر الشغور ـ أريحاـ حارم ـ معرة مصرين ـ إدلب ـ الدانا-المخيمات، حيث بلغ عدد المدارس التي انضمت للإضراب حتى اليوم الأحد 86 مدرسة.
وجاء في بيان الإضراب "لم نعد نستطيع التحمّل أكثر ممّا مرّ، فقد تطوّعنا لأكثر من ثلاث سنوات، وعليه فإنّنا من هذا المنبر نناشد الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية للنظر بحال المعلم".
ويطالب المعلمون بتحسينِ وضعهم المعيشي ومنحِهم راتباً شهرياً، حيث إن أغلبهم من المتطوعين، ولا يتقاضون أيةَ رواتب أو أتعاب.
وفي هذا الصدد أوضح مهند عبود، مدرس لمادة الرياضيات في مخيمات بلدة قاح بريف إدلب، لـ "العربي الجديد"، أنّ الإضراب جاء بعد أشهر طويلة من الوعود بالدعم والمساعدة لمئات المدرسين الذي تطوّعوا في قطاع التعليم، ولا سيما ضمن المراحل المتوسطة والمتقدمة من دون أي نتائج تذكر.
وأضاف أنّ المنظمات التي تقوم برعاية باقي المدارس تبحث فقط عن دعم الفئة الابتدائية، بينما تترك باقي المدارس من دون أي دعم مادي، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ هؤلاء المدرسين المتطوعين، ورغم عدم وجود أي بند أو اتفاق مع أي جهة، إلا أنهم لم يستطيعوا ترك الأطفال وواصلوا واجبهم الأخلاقي من دون أي مقابل منذ ثلاث سنوات.
من جانبه، أجاب عضو مجمّع أريحا التربوي، المُدرّس محمد ناجي، لـ "العربي الجديد" حول إمكانية تأمين رواتب للمدرسين المتطوعين، بالقول إنّ مديرية التربية تقوم بما يتوجب عليها من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات والفعاليات الاجتماعية والجمعيات لاستجلاب الدعم للمدارس المتطوعة، مضيفاً أنّه سابقاً كان هناك استجابة و"لكن لا ترتقي إلى المستوى المطلوب".
وتكررت خلال الأشهر الأخيرة حالات إضراب المدرسين حيث شهدت بلدات ريف حلب الشمالي سلسلة إضرابات تطالب بتحسين رواتب المعلمين بعد موجة الغلاء الكبرى التي تأثرت بها المنطقة بفعل انخفاض قيمة العملة التركية، كما نفذت عدة مدارس تعليمية ضمن بلدات مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، إضراباً للمطالبة بحقوق الكوادر التعليمية المتطوعين منذ سنوات.