احتج عدد من مدرسي مدينة إدلب أمام مديرية التربية التابعة لحكومة الانقاذ التي تتبع لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، أمس السبت، على محاولة حكومة الانقاذ الاستيلاء على منحة قدمتها لهم منظمة "أمة" للإغاثة تقديراً لجهودهم في مراقبة الامتحانات.
وكانت منظمة "أمة" الإغاثية صرفت منحة مالية قيمتها 4000 ليرة تركية (150 دولاراً) لعدد من المدرسين، بعدما انتهوا من مراقبة امتحانات شهادتي الثانوية العامة البكالوريا والمرحلة الإعدادية في محافظة إدلب، لكن مديرية التربية في المحافظة تدخلت لإعادة توزيع المنحة على المعلمين، بدعوى جعلها عادلة من خلال احتساب عدد أيام المراقبة الخاصة بكل مدرس.
وقال مصدر في مديرية التربية، فضل عدم كشف اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، لـ"لعربي الجديد": "داوم مدرسون ثلاثة أو أربعة أيام، وآخرون عشرة أيام، لذا ليس من العدل أن يأخذ كل المعلمين المنحة بالقيمة نفسها، كما راقب مدرسون الامتحانات من دون أن يحصلوا على أية منحة".
تابع: "تريد مديرية التربية إعادة توزيع المنحة وليس الاستيلاء عليها، وهي ستقتطع جزءاً من المنحة من مدرسين، وتوزعها على آخرين من خلال استعادة القسم المقتطع منهم، أو اقتطاعه من راتبهم الشهري".
وتواصل "العربي الجديد" مع عدد من المدرسين الذين حصلوا على المنحة، وتحدثوا بأسماء مستعارة خوفاً من فقدان وظيفتهم. وقال أسامة، وهو مدرس من مدينة إدلب: "ليس من حق مديرية التربية أن تتدخل وتطلب من المدرسين إعادة توزيع منحة حصلوا عليها من منظمة إغاثة، حتى لو أنها لم تشمل جميع المدرسين، كما ليس من حق أي مدرس أن يعترض على المنحة لأن بعضهم يتقاضون رواتب شهرية ويعملون في معاهد صيفية بخلاف آخرين لا دخل لهم خلال فترة العطلة الصيفية".
وقال س. د. المدرس في مدينة بنش: "لم تكن المنحة عادلة في الأصل، إذ حصل مدرسون راقب بعضهم أيام امتحانات أقل من غيرهم على القيمة المالية ذاتها، بغض النظر عن أن بعضهم ملتزم بعمل صيفي أم غير ملتزم، كما داوم بعضهم طوال فترة الامتحانات من دون أن يحصل على المنحة. من هنا يجب أن تتدخل مديرية التربية، وتعيد توزيع المنحة على جميع المدرسين بحسب أيام الدوام".
تابع: "عرفنا من خلال مجموعات الواتساب الخاصة بالمدرسين أنه جرى تحديد رواتب لمدرسين تابعين لإحدى المؤسسات كالتالي: البكالوريا العلمي وتاسع 2410 ليرات تركية (90 دولاراً)، البكالوريا أدبي 1100 ليرة تركية (41 دولاراً)، البكالوريا علمي 1480 ليرة (55 دولاراً)، تاسع 1210 ليرات (45 دولاراً) البكالوريا أدبي وتاسع 2250 ليرة (84 دولاراً). وحتى الآن لم يصرف أي راتب لأي مدرس".
إلى ذلك، قال مدرّس آخر: "تدخل مديرية التربية في إعادة توزيع المنحة يعني أن قسماً من أموالها ستذهب إلى صندوق التربية، وهكذا يبدو جلياً أن مديرية التربية لا تترك أي فرصة لتحصيل أموال لصندوقها، وتستغل حتى اعتراضات الطلاب على نتائج الامتحانات لتحصيل رسوم كبيرة من دون أن تكلّف نفسها عناء الرد على هذه الاعتراضات".
أما نقيب المعلمين العام في إدلب عبد الله العبسي فقال لـ"العربي الجديد": لم تتلقَ نقابة المعلمين أي شكوى على المنحة من المعلمين، وسمعنا عن تنفيذ اعتصام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، علماً أننا كمؤسسة لا نستطيع أن نتحرك من دون أن نتلقى شكوى رسمية. سنجتمع غداً الاثنين للوقوف على هذا الأمر ومعرفة ملابساته تمهيداً للوصول إلى حل مع مديرية التربية".
وعموماً، يُعاني المدرسون في إدلب من تدني أجورهم الشهرية، وعدم انتظام تسليمها، وأيضاً من عدم توفر رواتب لقسم منهم يعملون بشكل تطوعي بأمل أن يُمنحوا أولوية في الحصول على وظيفة براتب شهري. كما يشهد قطاع التربية تفاوتاً كبيراً في الدخل الذي يحصل عليه المدرسون بحسب الجهة التي يتقاضون أجورهم منها، أكانت مديرية التربية أو مدرسة خاصة أو منظمة للمجتمع المدني.