اختتمت جمعية الرعاية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة إدلب، اليوم الخميس، معرضاً للأعمال اليدوية اختارت له شعار "بأناملهم"، وعرف مشاركة 42 طفلا سورياً من هذه الفئة، بهدف تخفيف مرضهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع.
واستغرق الاستعداد لهذا المعرض الذي بدأ يوم الأحد 8 مايو/أيار الجاري، قرابة شهرين من العمل المتواصل، بحسب القائمين عليه، وهو مخصص للأطفال مرضى متلازمة داون والتوحد، وكذا ذوي الإعاقات الذهنية أو الحركية.
وقال مدير الجمعية طلال قريد لـ"العربي الجديد": "نظمنا هذا المعرض لنؤكد أن أطفال الإعاقات لا يمكن معاملتهم بشكل سلبي أو أن يكونوا على هامش المجتمع، بل يجب تمتيعهم بكامل حقوقهم، ومنها تعليمهم، حيث وصل العديد من أطفال الجمعية للدمج في المدارس النظامية".
من جانبها، قالت والدة الطفل أحمد كروم، أحد الأطفال المشاركين في المعرض، لـ"العربي الجديد": "تعرّض ابني عند ولادته لنقص في الأكسجين وانسداد في الرئتين، ما انعكس سلبا على قدراته العقلية، وكذا أصيب بضعف واضح في النطق. وبفضل هذه الجمعية، تحسّن النطق لديه وبدأ يغيّر التصرف شيئا فشيئا".
أما عائدة موسى، والدة الطفل محمد عبيد الذي يعاني من صعوبة في النطق وفرط نشاط حركي، فقد بينت لـ"العربي الجديد" أنها أدمجت ولدها في هذه الجمعية منذ ثلاث سنوات، ولاحظت تحسناً واضحاً في حالته"، وأضافت: "كنت أعاني في المنزل من فرط النشاط الحركي لديه، أما الآن فقد أصبح أفضل بعد دمجه مع أقرانه، مما ساعد طبيبه في الوصول إلى نتائج أفضل في علاجه".
وتابعت "هذه النشاطات والمعارض ضرورية لمحمد ومن هم في مثل وضعه".
ويفتقد الأطفال ذوو الإعاقات في محافظة إدلب إلى وجود مدارس تعليمية أو مهنية تهتم بهم عندما يبلغون أربعة عشر عاما، فمعظم المراكز في المحافظة تهتم بالأطفال بين عمر سنتين حتى الرابعة عشرة، ويبلغ عدد هؤلاء الأطفال في مناطق شمال غرب سورية الخارجة عن سيطرة النظام السوري بين 50 و55 ألف طفل، بينهم 29935 طفلا في محافظة إدلب، بحسب إحصائية مديرية التربية.
يذكر أنّ جمعية الرعاية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة إدلب أسست عام 2000، ومن بين أهدافها تقديم الرعاية والتأهيل والتدريب الرياضي والموسيقي والفني، وتعليم الأطفال المعوقين حسب برامج أكاديمية متخصصة وفق احتياجاتهم وحسب إعاقة الأطفال، استنادا إلى المعايير الدولية للإعاقات، وبأجهزة وأدوات حديثة تناسب البرامج التدريسية لتسهيل عملية التعلم والتعليم، وزيادة وعي المجتمع بحاجيات الأطفال ذوي الإعاقة.