رفع عدد من المحافظات المصرية الساحلية، وخاصة "الإسكندرية، دمياط، مرسى مطروح، البحر الأحمر"، إضافة إلى محافظات الدلتا، حالة الطوارئ لمواجهة السيول والأمطار الغزيرة المرتقبة خلال الساعات القادمة، في ضوء توجيهات هيئة الأرصاد الجوية، ومركز التنبؤات بوزارة الري، ومركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة. فيما طالب رئيس الحكومة المصري، مصطفى مدبولي، الجهات المعنية والمحافظين، برفع درجة الاستعداد إلى القصوى، واتّخاذ كل التدابير والإجراءات اللازمة لمواجهة مخاطر السيول والأمطار الغزيرة.
وكلّف اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، المحافظين، لكون المحافظات تقع في نطاق وزارته، باتخاذ الإجراءات اللازمة في حال حدوث أيّ طارئ، وتجهيز وصيانة مخارج السيول، وتطهير شبكات الصرف الصحي لاستيعاب كميات الأمطار، وتأمين جميع المنشآت الخدمية، ووضع خطة طوارئ لتأمينكل المنشآت الخدمية، والتحرّك السريع في حالة زيادة منسوب المياه بصورة أكبر، وتجهيز سيارات "كسح المياه" في المحافظات لشفط المياه أولاً بأول، خوفاً من تحوّل الطرق إلى برك مياه تؤدي إلى إرباك حركة المرور وإزهاق أرواح مواطنين.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية قد حذّرت من قبل، من اقتراب "نوة المكنسة" من الشواطئ الساحلية، تحديداً في محافظتي الإسكندرية ودمياط، التي تضرب السواحل الشمالية للبلاد في هذا الوقت من كلّ عام، والتي من المقرّر أن تصاحبها عواصف وأمطار غزيرة وانخفاض في درجة الحرارة، وهي "النوة" التي تخلّف وراءها خسائر في الأرواح أو ممتلكات المواطنين، لكونها إحدى النواة الخطيرة. وبسبب قوّتها وشدّتها تسبّب نحراً في الشواطئ، ويؤدي ارتفاع سرعة الرياح إلى إغلاق الشواطئ والموانئ، ومن الممكن أن تستمر نحو 4 أيام، كذلك تصاحبها سقوط أمطار غزيرة في العديد من محافظات الوجه البحري ومحافظات شمال البلاد، وسواحل البحر الأبيض المتوسط.وتصل سرعة الرياح خلال أيام "نوة المكنسة" إلى 40 عقدة.
وفي سياق متّصل، حذّر رئيس مركز المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، محمد علي فهيم، أهالي المناطق الساحلية وشمال الدلتا، من منخفض جوي "عميق" يضرب أقصى مناطق شمال الجمهورية بدءاً من اليوم السبت، مؤكداً أنه قد يتحوّل إلى "عاصفة مطرية ورعدية قوية" تصل فيها سرعات الرياح إلى أكثر من 40كم/ ساعة وكميات أمطار تتعدى 5 مم، مع وجود هبّات من البرد "كرات الثلج".
وقال فهيم فى تصريحات له اليوم، إنّ مطروح والساحل الشمالي بالخصوص، ستكون في وسط هذه الحالة، وقد تمتدّ إلى مناطق الداخل في الدلتا، وقد تصل إلى القاهرة. ولفت إلى أنّ هذا الإنذار يتطلّب اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الجهات المختصّة، والاستعداد للتعامل مع كميّات أمطار عالية وارتفاعات متوقّعة في منسوب المياه في الأودية وتجمّعات المياه والطرق. وشدّد على الابتعاد عن ساحل البحر أو الكورنيش تحديداً، نظراً لتوقّع ارتفاع الأمواج، وتجنّب السير بالقرب من أيّ عمود كهربائي في أثناء المطر أو الرياح، لأنه قد يكون مسرّباً للكهرباء أو يقع، وتجنّب الوقوف تحت أي "بلكونة" قديمة أو بيت قديم أو لوحة إعلانية، تجنباً لاحتمال السقوط في أثناء الرياح.