استمع إلى الملخص
- أوقفت هيئة سكك حديد مصر حركة القطارات على خط الوجه القبلي، ووجه وزير النقل بإحالة المسؤولين للتحقيق وتوقيع عقوبات مشددة، مع تشكيل لجان فنية لتقييم أجهزة التشغيل والسلامة.
- يأتي الحادث بعد افتتاح محطة قطارات صعيد مصر الجديدة، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية تطوير قطاع السكك الحديدية، مع استثمار الحكومة تريليوني جنيه في قطاع النقل خلال عشر سنوات.
انتشلت قوات الإنقاذ النهري في مصر جثة ثانية من ضحايا حادث تصادم قطار المنيا، الذي وقع جنوبي البلاد، صباح اليوم الأحد، وأسفر عن مصرع شخصين اثنين غرقاً، وإصابة أكثر من 20 آخرين، إثر سقوط عربتين من القطار في ترعة الإبراهيمية النيلية.
ووقع الحادث نتيجة اصطدام جرار سكة حديد بمؤخرة قطار نوم قادم من محافظة أسوان في اتجاه العاصمة القاهرة، عند منطقة ماقوسة في المسافة ما بين مركزي أبو قرقاص والمنيا، ما أدى إلى سقوط عربة القوى وعربة أخرى من القطار في النيل. وأصدرت رئاسة هيئة سكك حديد مصر قراراً بوقف حركة القطارات على خط الوجه القبلي لحين الانتهاء من رفع آثار الحادث.
وأعلنت مديرية الصحة في محافظة المنيا خروج 19 مصاباً من المستشفيات، بعد إجراء الإسعافات العاجلة لهم، وتماثلهم للشفاء، فيما صرحت النيابة العامة بدفن جثمان مجند في الجيش من ضحايا الحادث، عقب التعرف إليه من ذويه.
ووجه وزير النقل، كامل الوزير، بإحالة كل المتسببين في الحادث، من السائقين أو ملاحظي الأبراج أو مهندسي التشغيل أو رئيس المنطقة، إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، بدعوى توقيع عقوبات مشددة عليهم تتناسب مع عظم الجرم الذي ارتكبوه. وفي بيان لوزارة النقل، شدد الوزير على عدم إفلات أي مخطئ من العقاب تحقيقاً للردع العام، وحتى يصبحوا عبرة لكل من يهمل أو يخطئ أو يتقاعس عن أداء واجبه الوظيفي. مضيفا أن الوزارة ستتخذ إجراءات قانونية وتأديبية مغلظة مع العناصر المهملة بكل حسم، من أجل بترها من منظومة السكك الحديدية، سواء كان الخطأ الصادر منها ناشئاً عن الإهمال أو الرعونة، أو عدم مراعاة القوانين والأنظمة الخاصة بالهيئة.
وكانت النيابة قد ندبت لجنة خماسية من المهندسين المختصين في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمكتب الاستشاري بالكلية الفنية العسكرية، بالإضافة إلى أحد أعضاء هيئة الرقابة الإدارية المختصين قانوناً، بغرض تقييم مدى صلاحية أجهزة التشغيل والسلامة الخاصة بالقطارين، والتحقق من التزام المسؤولين بالتعليمات واللوائح المنظمة للتشغيل، وفي حال وجود مخالفات. كما شكلت لجنة من هيئة السكك الحديدية بالقاهرة، برئاسة أحد المهندسين الفنيين بمحطة مصر، للانتقال إلى موقع الحادث لفحص القطارين، مع التحفظ على سائق الجرار المتسبب في وقوع الحادث لاستجوابه، وأخذ عينة منه للوقوف على مدى تعاطيه للمواد المخدرة أو عدمه.
ويأتي الحادث بعد يوم واحد من افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محطة قطارات صعيد مصر الجديدة بمنطقة بشتيل، التي تقع في موقع متوسط بين محطة السكك الحديد التاريخية بميدان رمسيس ومحطة الجيزة، لتكون بمثابة بوابة جديدة لمحافظات الصعيد. وهي محطة تبادلية بين الركاب والبضائع، وتربط بين محافظتي الجيزة وأسوان (جنوب)، وبلغت تكلفة إنشائها نحو 2.5 مليار جنيه (51.44 مليون دولار).
وقال السيسي، في كلمته، إن "السكك الحديدية بقي قطاعاً مهملاً على مدى عشرات السنين، وتطويره ليس ترفاً كما يقول البعض"، مضيفا: "إنفاق نحو تريليوني جنيه على قطاع النقل خلال عشر سنوات كان مهماً لدولة ترغب في النمو، خاصة مع الزيادة المستمرة في السكان. وهذا الإنفاق الكبير يعود إلى تضاعف الأسعار العالمية، وزيادة سعر الدولار مقابل الجنيه".
وتكثر حوادث القطارات في مصر، فيما تؤكد الحكومة أنها تعمل منذ سنوات لتطوير شبكة النقل وتحديث القطارات وتطوير خطوط السكك الحديد. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، لقي ثلاثة أشخاص حتفهم وجرح 49 من جراء تصادم قطاري ركاب بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة. وفي مارس/آذار 2023، لقي أربعة أشخاص حتفهم، وأصيب 23 بحادث اصطدام قطار في محطة مدينة قليوب بمحافظة القليوبية.