مصرع طفلين في حريق بمخيم للنازحين بإدلب السورية

18 يونيو 2021
يكابد نازحو الخيام ظروفاً صعبة (Getty)
+ الخط -

توفي طفلان جراء حريق اندلع في خيمة للنازحين بمخيم ساعد بالقرب من بلدة كفرلوسين بريف إدلب الشمالي الغربي الليلة الماضية، بينما أصيب والدهما بحروق خطيرة وتم نقله إلى تركيا.

وذكر مصدر مقرب من العائلة التي اندلع الحريق في خيمتها، لـ"العربي الجديد"، أن الحريق نتج عن احتراق سببه الزيت ونشب داخل الخيمة، حيث امتدت النيران داخلها، متسببة بوفاة الطفل محمد الذي لم يتجاوز الخامسة من العمروشقيقته فاتن عبد الكريم الطالب. أما الأم فأصيبت بحروق طفيفة، بينما أصيب والد الطفلين بحروق خطيرة نقل على إثرها لمشفى متخصص بعلاج الحروق في مدينة أضنة التركية، وبقيت طفلة نجت من الحريق حاليا برعاية عمها.

والعائلة نازحة من ريف حمص الشمالي من بلدة الطيبة الغربية بمنطقة الحولة، التي سيطرت عليها قوات النظام في مايو/ أيار 2018، بعد اتفاق تم على إثره تهجير رافضي المصالحة مع النظام السوري لمنطقة شمال سورية.

وتتكرر الحرائق في مخيمات الشمال السوري البالغ عددها 1293 مخيما، وسط غياب وسائل مكافحة الحريق بين النازحين مع غياب التوعية بكيفية التعامل معها، فضلا عن بعد مراكز الدفاع المدني عن المخيمات ووقوعها في مناطق وعرة يجعل الوصول إليها وإخماد الحرائق فيها أمرا صعبا.

وكشف أخصائي الهندسة البيئية محمد إسماعيل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن من بين المشاكل لدى النازحين عدم الإلمام بوسائل إخماد الحريق، خاصة الزيوت المشتعلة، التي يعد التراب المادة الأفضل لإخمادها بحالة عدم توفر وسائل الإطفاء، كأسطوانات البودرة أو الرغوة المخصصة لهذا الأمر، موصيا بإبعاد مصادر النيران عن الأماكن القابلة للاشتعال وتجنب ارتداء الملابس سريعة الاشتعال خاصة في الخيمة. 

وأكد دريد حاج حمود، مدير المكتب الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في وقت سابق لـ"العربي الجديد" أن فرق الدفاع المدني  أخمدت منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخ 20 مايو/ أيار الماضي، أكثر من 633 حريقاً متنوعاً في شمال غرب سورية، قضى على إثرها 8 ضحايا، فيما تم إنقاذ 93 شخصاً آخر وإسعافهم إلى النقاط الطبية، موضحا أن الحرائق المندلعة تنوعت وتوزعت على الشكل التالي "255 حريقاً في منازل المدنيين ومبان عامة ومستودعات غذائية، و89 حريقا في غابات وحقول زراعية، و104 حرائق في أفران، محال تجارية، محطات تكرير وقود، معامل، ومحطات كهربائية، و71 حريقاً في مخيمات النازحين، و3 حرائق في مشاف ونقاط طبية، بالإضافة إلى عدد من الحرائق الأخرى في حدائق وأسواق شعبية وغيرها من المرافق العامة والخاصة".

ويوم الأربعاء 16 يونيو/ حزيران، التهم حريق خيمة للنازحين في مخيم صلاح الدين القريب من بلدة بابسقا شمالي إدلب، يسكنها نازحون من قرية بريف معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، يقيم فيها طفلان مع أمهما وجديهما. ما يعمق حجم مأساة السكن في الخيام ويزيد مصاعب الحياة فيها، مع الإشارة لضرورة استبدال الخيام بمساكن أكثر أمنا تمنح النازحين المأوى الدائم الذي يقاوم الحريق والعوامل الجوية المختلفة.

المساهمون