أعلنت السلطات المغربية، الثلاثاء، عن مصرع شخص في حريق جديد شمال البلاد، في وقت تسابق فرق الإطفاء والإنقاذ الزمن من أجل احتواء النيران والحيلولة دون انتقالها إلى التجمعات السكنية المجاورة جراء اندلاع حرائق في مناطق أخرى.
وأفادت السلطات المحلية لإقليم (محافظة) تاونات (شمال المغرب)، أن شخصا لقي مصرعه، أمس الاثنين، فيما أصيب آخر بإصابات متفاوتة الخطورة نقل على إثرها إلى المستشفى الإقليمي بتاونات لتلقي العلاجات الضرورية، وذلك أثناء مساهمتهما كمتطوعين ضمن فرق إخماد الحريق الغابوي الذي اندلع اليوم على مستوى غابة "خندق تسيانة" المتواجدة بالنفوذ الترابي لجماعة كلاز، دائرة غفساي، محافظة تاونات.
ولفتت إلى أن الجهود الميدانية لكافة المتدخلين تتواصل من أجل احتواء هذا الحريق الذي أتى، في حصيلة مؤقتة، على حوالي 33 هكتارا من المجال الغابوي.
ويأتي ذلك، في وقت عاد فيه شبح الحرائق التي اجتاحت شمال المغرب قبل 10 أيام، حيث سجل اندلاع حريقين آخرين مساء الاثنين الأول بالجبل المقابل لميناء طنجة المتوسط ، وآخر بغابة " بوهاش" بإقليم العرائش.
واستنفرت الحرائق الجديدة رجال المطافئ التابعين للمناطق المجاورة والجهة والسلطات الأمنية والمتطوعين من أبناء المنطقة، كما تدخلت طائرات "الكانادير"، في محاولة لتطويقها ومنع امتدادها.
ويعرف المغرب استمرار موجة حر للأسبوع الثالث على التوالي، دفعت المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى إصدار نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، جراء توقعات بأن تسجل درجات حرارة ما بين 40 و47 درجة يومي الاثنين والثلاثاء بعدد من أقاليم المملكة.
وتأتي الحرائق الجديدة بعد أيام عن إعلان الحكومة المغربية السيطرة على الحرائق غير المسبوقة التي اجتاحت، الأسبوع ما قبل الماضي ، خمسة أقاليم (محافظات) شمالي المغرب، وأسفرت عن مصرع شخص واحد وإلحاق أضرار بنحو 10560 هكتارا.
وتمت خلال الحرائق الأخيرة تعبئة حوالي ألفي عنصر من الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية (الدفاع المدني) والقوات المسلّحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، معززين بشاحنات الإطفاء وسيارات التدخل السريع، كما جرت الاستعانة خلال هذه العمليات بـ13 طائرة خاصة بإطفاء الحرائق ( كاندير وتوربو ثراش). ولأول مرة، جرت الاستعانة بطائرة مسيرة تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق، وبالتالي تحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية.
وشهد المغرب منذ بداية العام الحالي ما يناهز 165 حريقاً، فيما تقدر المساحة المتضررة من الحرائق بنحو 1800 هكتار، وفق إحصائيات رسمية. وعرف العام الماضي 285 حريقا بانخفاض ملحوظ بنسبة 47 في المائة و11 في المائة مقارنة، على التوالي، مع سنة 2020 ومتوسط السنوات العشر الأخيرة.
وتصدرت منطقة الريف (شفشاون، العرائش، طنجة أصيلة، الفحص أنجرة، المضيق - الفنيدق، تطوان، وزان) المناطق التي شهدت أكبر مساحة محروقة في عام 2021، بواقع 81 حريقا ومساحة متضررة بلغت 1487 هكتارا.
وخصصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب موازنة إجمالية قدرها 133 مليون درهم لبرنامج 2022 للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها، الذي ينقسم إلى إجراءات عملية عدة تتمثل بالأساس في صيانة مصدات النار، وتهيئة نقاط الماء، وفتح وإعادة تأهيل المسالك الغابوية، وإنشاء صيانة أبراج المراقبة، والتوعية والتحسيس بأخطار الحرائق، وتعبئة الحراس للرصد والإنذار عند اندلاع الحرائق.