مصاعب عدة تواجه الصائمين لتوفير الغذاء في غزة

مصاعب عدة تواجه الصائمين لتوفير الغذاء في غزة

14 مارس 2024
أسواق غزة شبه خاوية من السلع (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -

استقبل نحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، شهر رمضان في ظل ظروف قاسية تنعدم فيها المواد الغذائية الرئيسية، إلى جانب شح المساعدات الإنسانية والإغاثية، ما يفاقم سوء الأوضاع المعيشية.
وتغيب عن أسواق القطاع مختلف أساسيات التحضير لصيام شهر رمضان، كما استهدف العدوان المنازل والمباني المدنية، وقصف المحال التجارية والأسواق التي كانت تتجهز قبل أسابيع من حلول الشهر لتوفير الحاجيات الأساسية مثل المواد الغذائية والحلويات، والزينة وغيرها من اللوازم الرمضانية.
ويعتبر شهر رمضان هو الأقسى على قطاع غزة الذي يضم الكثافة السكانية الأعلى عالمياً، إذ تجتمع الأزمات الاقتصادية مع الأوضاع الميدانية الملتهبة وشح المساعدات الإنسانية والغلاء الجنوني للأسعار. وتختلف أوجه المعاناة بين شمالي القطاع وجنوبه، إذ استقبل أهالي محافظتي غزة والشمال رمضان تحت وطأة المجاعة التي يسبّبها تعنت الاحتلال لمنع وصول المواد الغذائية والمساعدات بسهولة، فيما يعيش نحو مليوني فلسطيني في مناطق الوسط والجنوب أوضاعاً إنسانية متردية بفعل حالة التهجير القسري، ومرارة حياة النزوح، التي يفتقدون فيها منازلهم وحياتهم الطبيعية، إلى جانب افتقارهم إلى أدنى المتطلبات المعيشية الآدمية.

تشهد مدينة رفح حالة غير مسبوقة من الزحام بفعل تكدس النازحين

يقول الفلسطيني أسامة الشريف، من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، إنه لم يتمكن من توفير أي من المتطلبات الأساسية لوجبتي السحور والإفطار على الرغم من ركضه المتواصل خلف الإنزالات الجوية للمساعدات الإنسانية، والتي يرى أنها غير كافية، فهي "بمثابة نقطة في بحر احتياجات الأهالي بفعل طول أمد الحرب، وتضاعف أشكال المعاناة".
ويضيف الشريف لـ "العربي الجديد"، أن "العدوان الإسرائيلي المتواصل حرم الفلسطينيين من استقبال شهر رمضان كما جرت عليه العادة. كنا نشتري مختلف المواد الغذائية، وأصناف الزينة، وأنواعاً من الحلويات، والمشروبات الخاصة بسفرة الإفطار كالخروب والكركديه، لكن هذا العام تخلو الأسواق من كل ذلك".
يتابع: "أهالي مدينة غزة بات يومهم ينحصر في السعي لتوفير لقمة العيش لأطفالهم في ظل المجاعة القائمة، والتي تزيد شراستها يوماً بعد يوم. أدنى الحقوق الآدمية أن يتم توفير المواد الغذائية بلياقة، ويكفينا ما نواجهه من خطر وموت وقصف".

الصورة
تضاعفت أسعار كل شيء في غزة (مجدي فتحي/Getty)
تضاعفت أسعار كل شيء (مجدي فتحي/Getty)

يعاني الفلسطيني مؤيد أبو سيف إعاقة حركية، ويقول لـ "العربي الجديد"، إنه يستقبل شهر رمضان بجيوب خاوية بسبب انقطاع مخصصات وزارة التنمية الاجتماعية، وفقدانه مصدر دخله الإضافي بعد تجريف سوق الشجاعية الشعبي شرقي مدينة غزة، واضطراره إلى النزوح نحو مخيم النُّصيرات للاجئين في وسط القطاع.
ويبين أبو سيف: "رغم حالتي المادية الصعبة، إلا أنني لم أحصل على أي طرد غذائي باستثناء بعض المواد الغذائية البسيطة غير المنتظمة التي توفرها مدرسة النزوح التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتي لا يمكنها تغطية الاحتياجات المتزايدة خلال شهر رمضان. الأوضاع المعيشية التي تمر بها أسرتي المكونة من خمسة أفراد لا توصف، بداية من حالة النزوح القاسية، واستقبال شهر رمضان بعيداً عن منزلنا والطقوس السنوية التي اعتادوا عليها، إضافة إلى الخطر والقلق الدائم بفعل تواصل الحرب، وشح المساعدات، وكذلك ندرة البضائع في الأسواق التي باتت شبه خاوية، باستثناء بعض الأصناف ذات الأسعار المرتفعة".

ويتشابه واقع الفلسطيني صائب أبو جراد مع مئات آلاف النازحين في مدينة رفح، والتي تشهد حالة غير مسبوقة من الزحام بفعل تكدس النازحين من المناطق الوسطى والشمالية. وهو يستقبل رمضان بلا مواد غذائية نتيجة عدم حصوله على المساعدات، وعدم قدرته على شرائها بسبب الأسعار الباهظة.
يقول أبو جراد لـ "العربي الجديد": "تشهد الأسواق أوضاعاً غريبة، إذ تنعدم فيها البضائع تارة، وترتفع فيها الأسعار كثيراً تارة أخرى، وسبّبت تلك التحديات حرماننا من استقبال رمضان كالمعتاد، فبدلاً من تجهيز مختلف احتياجات المطبخ، دخل اليوم الأول للصوم من دون أن ندري ماذا سنفطر".
يتابع: "الشح الكبير في البضائع سبّب تضاعف أسعار السلع، ووصل سعر كيلو الأرز إلى أكثر من 30 شيكلاً، مقارنة بـ 7 أو 8 شواكل في السابق، ووصل سعر كيلو السكر الذي يعتمد عليه كثيرون في تجهيز الحلوى الرمضانية إلى 80 شيكلاً، مقارنة بـ 3 شواكل سابقاً، كما تضاعفت أسعار الأجبان واللحوم المعلبة الخاصة بوجبة السحور، إلى جانب الارتفاع غير المسبوق في أسعار البقوليات والخضروات". (الدولار يساوي 3.8 شواكل تقريباً).

المساهمون