استمع إلى الملخص
- النقص الشديد في الكوادر الطبية والأدوية، بما في ذلك أدوية التخدير والعلاجات المخصصة للأمراض المزمنة، يفاقم من الأزمة الصحية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر التاسع.
- استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الطبية في غزة، بما في ذلك تدمير مستشفيات رئيسية ومراكز الرعاية الأولية، يعرقل جهود توفير الرعاية الصحية الضرورية ويحتم الحاجة إلى تحرك دولي سريع لدعم القطاع الصحي.
باتت مستشفيات غزة مُهدّدة بالتوقف عن العمل جراء نقص الوقود، ما من شأنه أن يلحق الضرر بالآلاف من المرضى خلال الساعات المقبلة إذا لم تُدخَل كميات جديدة تساهم في عمل المولدات المتوافرة، وفقاً لوكيل المساعد لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة ماهر شامية.
وقال شامية في تصريحات لـ"العربي الجديد": إن عدداً من مستشفيات غزة وشمالها توقفت عن العمل، والبعض الآخر مهدد بالتوقف خلال مدة زمنية لن تتجاوز 48 ساعة. وأوضح أن 18 مستشفى ومركزًا صحياً للرعاية الأولية يحتاج حالياً إلى 5500 لتر يومياً، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر التاسع، فضلاً عن الضغط على سيارات الإسعاف.
وأشار إلى أن الطواقم الصحية، مع اعتمادها على سياسة التقنين، تحتاج إلى 3600 لتر يومياً لإبقاء المراكز الصحية والمستشفيات وسيارات الإسعاف على رأس عملها، لافتاً إلى أن بعض المستشفيات خرجت بالفعل عن الخدمة.
ووفق المسؤول في وزارة الصحة، فإن المستشفى المعمداني أمامه عدة أيام للخروج عن العمل، في حين أن المستشفيات الأخرى، مثل كمال عدوان والصحابة والحلو، مهددة بالخروج عن الخدمة في مدة زمنية لن تتجاوز 48 ساعة.
مستشفيات غزة بحاجة إلى تحرّك سريع
وحذّر المتحدث من إمكانية توقف محطة الأكسجين الوحيدة المتبقية عن العمل بشكلٍ تام جراء عدم توافر الوقود، وهو ما يتطلب تحرّكاً سريعاً لتوفير الكميات اللازمة من الوقود من أجل بقاء المستشفيات المتبقية في وضعية العمل. ولفت شامية إلى أن هناك نقصاً شديداً على صعيد الكوادر الصحية، في ظل حالة النزوح وما جرى خلال الفترات الأولى للحرب من نزوح للطواقم الطبية من غزة والشمال نحو الجنوب بعد مزاعم الاحتلال أن تلك المناطق آمنة.
وشدّد على أن العجز الشديد ينعكس بالسلب على الكوادر الطبية، إذ يعمل بعض الأطباء الجراحين يومياً لمدة لا تقلّ عن 20 ساعة يومياً، في ظل الشح الكبير في الطواقم العاملة واستمرار حالة الحرب للشهر التاسع على التوالي.
وبحسب شامية، لا يسمح الاحتلال لأي طبيب فلسطيني نزح من غزة والشمال بالعودة إلى المستشفيات، باستثناء بعض الوفود الخارجية التي يسمح لها بالمرور لساعات قليلة ثم المغادرة من جديد.
وعن النقص الدوائي، نبّه الوكيل المساعد لوزارة الصحة إلى أن النسبة كانت تزيد على 50 بالمائة قبل الحرب الإسرائيلية، وارتفعت حالياً منذ أكتوبر الماضي. وبيّن أن من بين المستلزمات غير المتوافرة أدوية التخدير ومستلزمات الجراحة، بالإضافة إلى الأدوية التخصصية والخاصة بالأمراض المزمنة، وهو ما ينعكس سلباً على الحالة الصحية العامة.
وخلال الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع، استهدف الاحتلال المنظومة الطبية ودمر عدة مستشفيات أبرزها مستشفى الشفاء والإندونيسي ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، بالإضافة إلى مراكز الرعاية الأولية.