يخوض مرضى السكري شمالي وشمال غربي سورية معركة مضنية في مواجهة المرض، إذ يعانون من صعوبات في توفير الأدوية اللازمة، كون العلاجات المحلية لا تسد الاحتياجات والمستوردة منها مرتفعة الثمن.
ومرض السكري واحد من بين عدة أمراض مزمنة تنتشر في مناطق شمالي وشمال غربي سورية، من محافظة إدلب وصولاً إلى منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات.
نقص يهدّد الحياة
وقال الدكتور محمد رضوان كردي، مدير "صحة حلب الحرة"، لـ"العربي الجديد"، إن عدد المصابين بالسكري المسجلين في مشافي منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون يبلغ 160 ألفاً، بينما يتجاوز عدد المصابين في المنطقة 210 آلاف، وهناك مرضى لا يراجعون المشافي، أما عدد المصابين الكلي في مناطق إدلب وغصن الزيتون ودرع الفرات فيقدر بحوالي 300 ألف.
وأوضح أن "داء السكري واحد من الأمراض المزمنة العديدة، ومنه النوع الأول الذي يستدعي حاجة المصاب للحصول على مادة الأنسولين يومياً طوال العمر. أما النوع الثاني فيتطلب العلاج بالأدوية الخافضة للسكري التي تؤخذ عن طريق الفم حتى لا تتدهور صحة المريض ويتدهور وضعه".
وتابع: "نسبة من أدوية السكري غير متوفرة في المراكز الصحية أو المستشفيات، وإن توفرت يبقى مريض السكري بحاجة لعدة أنواع خافضة لسكر الدم، والفيتامينات وغيرها".
وأضاف كردي: "الأدوية الفموية التي توصف لمرضى السكري من النوع الثاني وخاصة الحديثة منها إن توفرت سعرها مرتفع وبعيد عن القدرة الشرائية للمصابين، وهو ما يثقل كاهل المرضى".
كذلك تطرّق المسؤول الصحي إلى الصعوبات الكبيرة في قياس السكري، قائلاً: "ما بين فترة وأخرى يحتاج مريض السكر للمعايرة، ونلاحظ وجود نقص في أجهزة معايرة السكري وأشرطته". داعياً إلى إنشاء مركز خاص لتزويد مرضى السكري بالأدوية.
معاناة المرضى.. "الأسعار مرتفعة"
وهناك عدة أسباب لنقص أدوية السكري في المنطقة، كما بين أحمد المصطفى مدير صيدلية "آية الخيرية" في إدلب لـ"العربي الجديد"، ومن هذه الأسباب إغلاق المعابر واستيراد الأدوية، كون المحلية لا تغطي الاحتياجات وغلاء سعر المادة الفعالة من أرض المنشأ تسبب بارتفاع سعر الأدوية المصنعة محليا.
ولفت المصطفى إلى أنه يتم توفير الأدوية للشمال عن طريق قنوات وأشخاص يعملون في جمع الأدوية، وإدخالها إلى الشمال السوري والاستعانة بالمنظمات المحلية لتأمين بعض الأصناف الدوائية.
وأوضح: "أكثر الأمراض المنتشرة في الشمال السوري الضغط الدموي والسكري، إنها مرافقة للظروف المعيشة والإنسانية القاسية للناس، وغلاء سعر هذه الأدوية يزيد الوضع تعقيداً، إذ يتم طلب الأدوية عن طريق المنظمات الخارجية التي تعمل عبر الوسطاء في الداخل السوري، كمنظمة تحالف الأديان في أميركا، والوسيط هو مؤسسة "أورينت" الإنسانية التي تقوم بالتوزيع في عدة مراكز على رأسها صيدليات "آية الخيرية"، وقد قامت بتأمين العديد من الأصناف الباهظة الثمن والنادرة وعلى رأسها الأدوية الهرمونية والسرطانية".