مرضى الاكتئاب يملكون "خيارات أولى" غير الأدوية

09 مايو 2022
أدوية الاكتئاب لا تضمن تحسين نوعية الحياة (Getty)
+ الخط -

في وقت يستخدم حوالى 13 في المائة من البالغين الأميركيين مضادات الاكتئاب، بحسب ما يفيد إحصاء نشرته أخيراً مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، تظل فعّالية هذه الأدوية التي تنتشر في كل مكان موضع جدل كبير، وخصوصاً أن دراسات سابقة أثارت مخاوف من وجود مبالغة في تقدير فوائدها التي "يربطها خبراء بتحيز البشر في نشر نتائج الدراسات الإيجابية، وإهمال تلك السلبية".
ينقل موقع "بغ ثينك" عن الدكتور آرون إي. كارول، نائب رئيس قسم السياسات الصحية وأبحاث النتائج في جامعة إنديانا الأميركية، أن نتائج تجربة أجريت على 116000 مشارك كشفت أن كل مضادات الاكتئاب كانت أكثر فعّالية من الأدوية الوهمية، ويرى أن "هذا الأمر مطمئن، لكن الخبر السيئ يتمثل بأنه رغم وجود فوارق على صعيد نتائج الإحصاءات، لكن أحجام التأثير كانت لا تزال متواضعة غالباً، كذلك فإن الفوائد تشمل فقط الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب شديد، وتحديداً على المدى القصير".
واللافت أن دراسة أخرى أظهرت أن الأشخاص الذين استخدموا مضادات الاكتئاب أشاروا إلى أن نوعية حياتهم تحسنت قليلاً على صعيد الصحة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك، لكن الفوارق لم توفر أدلة إحصائية حاسمة. وأفاد مرضى يتناولون مضادات الاكتئاب أن نوعية حياتهم الصحية الجسدية ساءت قليلاً مقارنة بمرضى لم يتناولوا هذه الأدوية، لكن الاختلاف لم يترافق أيضاً مع أدلة إحصائية حاسمة.

وهنا لم يتردد بعض الباحثين في تفسير هذه النتائج بأنها "ملغاة"، ورأوا أن "التأثير الواقعي لاستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب لا يستمر في تحسين مؤشر نوعية الحياة المرتبطة بالصحة للمرضى بمرور الوقت، فتغيّر المؤشر مماثل للمرضى الذين لم يستخدموا أي أدوية".
لكن هذا لا يشير أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب يجب أن يتوقفوا عن تناولها، إذ إن فعالية هذه الأدوية مثبتة في حالات الاكتئاب الحاد. من هنا يؤكد باحثون أن "دور التدخلات المعرفية والسلوكية في إدارة الاكتئاب على المدى الطويل يحتاج إلى مزيد من التقييم لمحاولة تحسين الهدف النهائي المتمثل برعاية هؤلاء المرضى، وتحسين نوعية حياتهم".
وتشمل تدخلات إدارة الاكتئاب تحسين عادات النوم واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، التي يمكن أن تخفف أعراض الاكتئاب وتعزز الرفاهية. وهي علاجات يقترحها الباحثون على الأشخاص المصابين باكتئاب خفيف، باعتبارها "خيارات أولى" بدلاً من مضادات الاكتئاب.
 

المساهمون