مدرسون وكلاء بلا كفاءة في قرى مناطق سيطرة النظام السوري

06 أكتوبر 2023
يعاني الطلاب في سورية من صعوبات عدة (محمد الرفاعي/Getty)
+ الخط -

تعاني العديد من القرى، خاصة البعيدة منها عن مراكز المدن في مناطق سيطرة النظام السوري، من نقص في الكوادر التعليمية، لأسباب في مقدمتها الواقع المعيشي للمدرسين، الذين يفضلون الهجرة أو العمل بمهن أخرى غير التدريس لتأمين لقمة العيش، الأمر الذي دفع مديريات التربية لاعتماد مدرسين وكلاء عن أقرانهم من المتخصصين وأصحاب الخبرة.

ويتجه بعض المدرسين ذوي الخبرة للمدن لسهولة الحصول على عمل إضافي وإمكانية الوصول الأسهل للمدارس، حيث إن المشكلة الأولى التي تواجه المدرس هي الوصول إلى المدارس، كما يوضح سعد حسن من مدينة السويداء لـ"العربي الجديد"، قائلا: "في القرى البعيدة هناك نقص كبير بالمدرسين بسبب مشكلة السير بالدرجة الأولى. الأهم هو ذهاب المدرسين للمدن والبلدات لتأمين المعيشة، ومنهم من يقدم استقالته".

يضيف حسن أن "وزارة التربية تعتمد على الوكلاء وهناك استياء كبير من كون هؤلاء غير مختصين والمناهج التعليمية بحاجة إلى تدريب وإتقان، وغالبا ما يكون الوكلاء من حاملي شهادة الثانوية فقط"، مشيرا إلى أن "الوضع في الأرياف سيئ للغاية. أناس كثر يذهبون للمدن لتعليم أولادهم والأمر مرتبط بالهجرة".

تابع حسن: "النقص بالمدرسين حاد جدا. أغلب القرى كان فيها صناديق للمدارس، منها قسم يخدم المدرسين بالمواصلات، لكن رغم هذا الأمر الوضع المعيشي سيئ للغاية وهذه الحلول غير ناجعة، هناك مدرسون كثر قدموا استقالاتهم لكن لا موافقات، والحل الأخير كان أمامهم انتقالهم للمدن والبلدات الكبرى، وهناك الكثير من المدرسين هاجروا وآخرون غادروا لتعليم أبنائهم، ومن يتم رفض استقالته ولا يجد جدوى من بقائه يترك التعليم".

وبالنسبة للوكلاء يقول إن وزارة التربية أصدرت مسبقاً قراراً بمعاملة الساعات التي تدرس من قبلهم كوكالة اختصاص تشجيعاً للمدرسين ولمنح فرص عمل لخريجي الجامعات وطلاب السنتين الثالثة والرابعة من الاختصاصات كافة، وذلك يحقق استقراراً للمدرسين من حيث توزيع النصاب التدريسي، ومن حيث الاستقرار المادي.

وتتكرر أزمة المدرسين في محافظات عدة، منها حمص واللاذقية وطرطوس، وهي ليست مشكلة حديثة، إنما بدأت تزامنا مع أزمة الوقود الحادة لدى النظام السوري، قبل حوالي عامين، وعدم قدرة المدرسين على تحمل أعباء ومصاريف التنقل والوصول للمدارس. 

يوضح سامر أحمد، من ريف حماة الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، أن القرية التي يعيش فيها تعتمد أيضا على مدرسين من قرى قريبة، البعض منهم وكلاء أيضا، لافتا إلى أن المشكلة تتمثل بأن المدرسين ليست لديهم الخبرة ذاتها التي لدى المدرسين المتخصصين من خريجي الجامعات وحاملي شهادات دبلوم التأهيل التربوي.

يقول أحمد: "ابنتي في الصف الثالث الابتدائي، وابني الآخر في الصف الأول أيضا، تقوم والدتهما بمتابعتهما بشكل يومي، خاصة في مادة الرياضات، الكثير من المدرسين من أبناء القرية غادروها خلال السنوات الماضية ولم يبق فيها مدرسون ذوو خبرة". 

يذكر أن العملية التعليمية توقفت في 25 مدرسة في القرى المحيطة بمدينة السلمية بريف حماة الشرقي، وسط سورية، وذلك في كل من ناحيتي الحمراء وقصر ابن وردان، كما اشتكى الأهالي في منطقة الدريكيش من عدم تلقي أبنائهم التعليم نظرا لعدم قدرة المدرسين على الوصول إلى مدارس المنطقة، وفق ما نقلت مواقع إعلامية موالية للنظام في سبتمبر/ أيلول، وذلك بسبب أزمة المواصلات وغياب المدرسين عن هذه المدارس. 

المساهمون