كانت الأجيال السابقة أكثر صرامة في تربية الأطفال، وكان المدح ممنوعاً أو غير متعارف عليه على الأقل، وقلة هم الذين كانوا يثنون على أطفالهم، بحسب موقع "ريدرز دايجست". في المقابل، يُبالغ الأهل اليوم في مدح أبنائهم، وكأنّهم بذلك يعوضون عن حرمانهم المديح. وبحسب خبراء، فإن الهدف من الثناء هو تشجيع السلوك الإيجابي. إلا أن الذكاء على سبيل المثال ليس تصرفاً، ولا يمكن للطفل التحكم به. وبالتالي، فإن المدح بسبب الذكاء ليس مفيداً لأنّ الذكاء أمر فطري وثابت"، كما تقول أستاذة علم النفس في جامعة كنتاكي، كريستيا سبيرز براون. تضيف: "يعتقد الأهل أن الطفل يولد بقدر معين من الذكاء. فإذا كانت الواجبات المدرسية سهلة، فهذا يعني أنّه ذكي. أما إذا كانت صعبة، فهذا يعني أنّه ليس ذكياً".
وأظهرت دراسات أنّ مدح الوالدين عمل الأطفال الشاق بدلاً من قدراتهم التي ولدوا معها يجعلهم أكثر مثابرة على التقدم. وتقول براون إن "قول أشياء من قبيل: أنا فخور جداً بمدى اجتهادك في حل مسائل الرياضيات يخبر الأطفال أن النجاح الذي حققوه يرتبط بالجهد المبذول".
من جهة أخرى، عادة ما يكون الأهل فخورين إذا حصل أطفالهم على درجة جيدة في المدرسة أو الأنشطة التي يمارسونها. إلا أن التحسن هو الذي يجب الإشادة به بدلاً من النتيجة النهائية. وتظهر الأبحاث أن الناس يكونون أكثر سعادة إذا ما كانوا يتمتعون بعقلية النمو بدلاً من العقلية الثابتة. وأظهر بحث أعدته جامعة ستانفورد أنّ الأطفال الذين لديهم عقلية النمو اكتسبوا مهارات دراسية أكبر وتحسنت علاماتهم، لأنهم آمنوا بقدرتهم على التحسن وعملوا لتحقيق ذلك.
إلى ذلك، من المهم أن يشعر الأطفال بالرضا عن أنفسهم. إلّا أنّ الثناء على كل ما يفعلونه لا يعدّ إيجابياً. وأظهرت دراسة في ولاية أوهايو أنّ الثناء المستمر يعزز النرجسية وليس احترام الذات. وتقول براون إنّ قول أشياء إيجابية لأطفالنا أمر إيجابي دائماً، لكن ليس بالضرورة أن يكون مدحاً. على سبيل المثال، بدلاً من القول إنّ المساهمة في إعداد الطاولة عمل جيد، يمكن للأهل شكر أطفالهم على المساعدة.