استمع إلى الملخص
- **مشاكل الاكتظاظ ونقص الموارد:** تعاني المدارس من اكتظاظ شديد في الصفوف ونقص في المقاعد والأدوات التعليمية، مع كتب مدرسية قديمة ومتآكلة، مما يشكل عبئاً مالياً على الأهالي.
- **تحديات إضافية:** يواجه الأهالي صعوبة في توفير مستلزمات الدراسة بسبب الرواتب المنخفضة وارتفاع تكاليف المعيشة، مع مشاكل في التدفئة والكهرباء ودورات المياه غير الملائمة.
يشتكي الأهالي في محافظة اللاذقية من الواقع السيئ للمدارس التي كانت تضررت من زلزال فبراير/ شباط 2023، في حين عانت في الأصل من أضرار نتجت من الإهمال والتقصير على مدى سنوات من جانب حكومة النظام السوري، ما يجعل التعليم فيها مهمة صعبة للطلاب.
وتشير إحصاءات أصدرتها مديرية التربية في اللاذقية إلى وجود 1200 مدرسة في المحافظة، منها 22 تحوّلت إلى مراكز إيواء بعد زلزال فبراير 2023 الذي ألحق أيضاً أضراراً جزئية بـ250 مدرسة، ودمّر 100 مدرسة بالكامل. وعجزت حكومة النظام عن معالجة الأضرار الجزئية في المدارس، في حين رممت منظمات، منها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والهلال الأحمر، بعض المدارس، ولا تزال تحتاج أكثر من 100 أخرى إلى صيانة وتجهيزات أساسية من بينها مقاعد، وإلى معالجة البنى التحتية المتهالكة وتحديث وسائل التعليم فيها.
وتتمثل المشكلة الأساسية في إهمال حكومة النظام صيانة المدارس. يقول المدرّس علي إدريس لـ"العربي الجديد": "منذ عام 2011، أي منذ بداية الثورة تقريباً، حصل إهمال كبير لقطاع التعليم والمدارس تزامن مع نزوح عدد كبير من المهجرين من المناطق، ما تسبب في اكتظاظ شديد في المدارس التي كانت قديمة أصلاً في المحافظة، ثم طالت فترات الصيانة كثيراً، وانحصرت في طلاء جدران وتأهيل حمامات ومرافق في البناء. وعموماً وضع منشآت المدارس سيئ للغاية".
يتابع: "إلى ذلك تأثرت مدارس كثيرة بزلزال مطلع عام 2023، وقد ساعدت بعض المنظمات، مثل الهلال الأحمر، قليلاً في ترميم بعض المدارس، وربما توجد إحصاءات حول هذا الأمر، لكن المشكلة الأساسية أن العدد الأكبر من المدارس قديم، ويحتاج إلى أعمال صيانة كبيرة. ورغم ذلك، يتعلم طلاب فيها، وقد أعلنت وزارة التربية نفسها أن عدداً كبيراً من المدارس تحتاج إلى صيانة".
أيضاً تعاني معظم المدارس من مشاكل انعدام التدفئة في الشتاء، في حين تكون درجات الحرارة منخفضة جداً في بعض مدارس اللاذقية وجبلة. وهناك مشكلة الاكتظاظ الشديد في الصفوف. ويقول إبراهيم السليمان، وهو مدرّس يقيم في اللاذقية، لـ"العربي الجديد": "لم تبنَ مدارس جديدة منذ سنوات، رغم أن عدد السكان زاد في شكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، ما تسبب في اكتظاظ شديد في المدارس، ويصل عدد الطلاب في الصف الواحد إلى 50 أو 55".
ويشير إلى أنّ "لا مدارس ومقاعد كافية، وإلى أن المقاعد الموجودة تحتاج إلى صيانة، فكل الأدوات التعليمية قديمة، ومرّ عليها 30 أو 40 عاماً، ولم تخضع لأي صيانة. أما الكتب التي توزّع على الطلاب كل سنة قديمة ومتآكلة، ويضطر الأهالي إلى تغطية تكاليفها بأنفسهم، وهي مرتفعة بشكل كبير".
وإلى جانب الشكاوى من سوء حالة المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري، يعاني الأهالي من توفير مستلزمات الدراسة لأبنائهم من قرطاسية وغيرها. وتقول سناء العلي، وهي أم لثلاثة طلاب من مدينة جبلة، لـ"العربي الجديد": "أصبحت رواتبنا لا تكفي لتأمين أبسط المستلزمات. لا نعرف كيف نتدبر أحوالنا، ونحسب الفرق بين المدخول والمصروف، لذا كانت التحضيرات للمدارس صعبة للغاية، واعتمدنا على ما لدينا من حقائب مستعملة وأشياء أخرى لمحاولة تقليل المصاريف إلى أقصى حدّ".
وعلى صعيد المدارس تقول: "بعض نوافذ المدارس مكسورة منذ سنوات، ولا تتوفر فيها كهرباء خلال فصل الشتاء، لذا عانت الصفوف المسائية من العتمة قبل أن تحلّ المشكلة جزئياً عبر توفير إضاءة، كما هناك مشكلة في دورات المياه غير الملائمة بتاتاً خاصة عندما تكون المياه مقطوعة. وبالنسبة لي أحمّل منذ سنوات أبنائي مطرة ماء من المنزل، وهم لا يشربون من صنابير المدرسة مطلقاً بعدما وصل الإهمال إلى أقصى درجاته".
ويقول حذيفة الجبلاوي لـ"العربي الجديد": "بقيت مدرسة بلال مكية مهملة لأشهر بداعي أنها تحتاج إلى ترميم، ثم مضى فصل صيف العام الماضي من دون أن تتدخل أي جهة تابعة لحكومة النظام في ترميمها، وجرى تحويل طلابها إلى مدارس أخرى. المدارس متهالكة للغاية ويعود بعضها إلى ستينيات القرن الماضي".
وكان مدير تربية اللاذقية، عمران أبو خليل، قال بعد زلزال فبراير 2023 إنّ طلاب مدارس تحتاج إلى صيانة يواصلون الدراسة في خيام.