مدارس العراق المتهالكة تهدد حياة الطلاب: انهيار سقف يجدد المخاوف

06 ابريل 2024
طلاب في مدرسة ابتدائية في محافظة ديالى العراقية، 10 مارس 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وقع حادث انهيار جزء من سقف مدرسة في محافظة واسط بالعراق، مما أثار انتقادات حول الإهمال الحكومي في صيانة المدارس، لكن لم تحدث إصابات بسبب خلو المدرسة من الطلاب وقت الحادث.
- رداً على الحادث، قامت مديرية تربية واسط بنقل الطالبات إلى مدرسة أخرى وأكدت أن المدرسة المتضررة كانت ضمن مشاريع القرض الصيني، مع تشكيل فريق هندسي لمعالجة الأضرار دون وقوع إصابات.
- يبرز الحادث مشكلة البنية التحتية التعليمية المتهالكة في العراق، حيث تعتمد الحكومة على مدارس قديمة لم ترمم منذ 2003، مما يعرض حياة الطلاب والمعلمين للخطر في ظل الفساد ونقص التخصيصات المالية.

أثار انهيار جزء من سقف مدرسة في محافظة واسط جنوبيّ العراق، أمس الجمعة، موجة انتقادات للإهمال الحكومي لملف إعمار المدارس في البلاد، وسط مخاوف من قبل أولياء أمور الطلاب على حياة أبنائهم، الذين حمّلوا الحكومة مسؤولية ذلك، منتقدين عدم تقديمها حلولاً للملف.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق مقطعاً مصوراً لانهيار السقف فوق قاعة دراسية في واسط، إذ وقع الحادث عصر أمس الجمعة، ولحسن الحظ لم يكن هناك أي طالب في المدرسة.

على إثر ذلك، ردّت مديرية تربية واسط على الحادث، محاولة التقليل من خطورته، مؤكدة عدم حدوث إصابات، وقال مدير العلاقات والإعلام في التربية عقيل الحجامي، إنّ "المدرسة المعنية، هي متوسطة بدرة للبنات، وستنتقل طالباتها إلى مدرسة أخرى قريبة منها"، مؤكداً، في تصريح صحافي، أنّ "المدرسة مشمولة بأعمال الهدم والبناء، وضمن مشاريع القرض الصيني لإنشاء مدارس في العراق".

وأضاف: "شكّلنا فريق كشف هندسي لمعالجة الموضوع فنياً"، مؤكداً "عدم وجود أي إصابات من جراء الحادث".

وتعتمد الحكومات في العراق على كثير من المدارس المتهالكة التي أُنشئت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولم تشهد أي أعمال ترميم وإدامة بعد عام 2003، وهو ما سبّب تكرار الانهيارات في السقوف والجدران.

عضو نقابة المعلمين في محافظة واسط، حسنين الربيعي، حذر من أنّ "ملف المدارس المتهالكة في العراق خطير للغاية"، موضحاً أنّ عشرات المدارس الأخرى عرضة لوقوع حوادث مشابهة بسبب وجود تشققات في الجدران والأسقف، مشدداً في حديث لـ"العربي الجديد"، على أنّ "من المفترض منع استخدام تلك المدارس لأنها تمثّل خطراً على حياة الطلاب والمعلمين".

وأشار إلى أنّ "نقابة المعلمين أشارت إلى هذا الإهمال وهناك شكاوى كثيرة نتلقاها من أولياء أمور الطلاب، ونحيلها إلى الجهات المسؤولة"، منتقداً "عدم استجابة الحكومة ووزارة التربية لتلك الشكوى والمطالبات بإيجاد حلول بديلة، والتعذر بموضوع التخصيصات المالية الضعيفة وغير ذلك".

من جهته، عبّر أحد أولياء الأمور في محافظة واسط، عن مخاوفه من إرسال أبنائه إلى المدارس مع انعدام شروط الأمان فيها، وقال جعفر الزاملي، لـ"العربي الجديد": "لا أعرف كيف سأرسل أبنائي الثلاثة إلى المدارس بعد هذه الحادثة. لا تتوافر شروط سلامة في المدارس، معظمها متهالكة ولا تصلح للدراسة".

وشدّد على أنّ "الحكومة تتركنا لمواجهة مصيرنا من دون حلول، لا نستطيع إرسال أبنائنا إلى مدارس أهلية بسبب الكلف المادية المرتفعة، ولا نستطيع أن نعطلهم عن الدراسة، لذا نحن مجبرون على إرسالهم إلى مدارسهم المتهالكة بكل الأحوال"، مُحمّلاً الحكومة "مسؤولية المحافظة على حياة الطلاب".

ويعدّ الفساد الذي تعانيه أغلب مؤسسات الدولة في العراق، واحداً من أبرز التحدّيات التي تواجهها المؤسسات التعليمية، إذ إنّ تأثيراته بدأت تتفاقم باستمرار من خلال النقص الكبير بأعداد المدارس، والاضطرار إلى الدوام المزدوج فيها، وعدم تجهيزها بالمستلزمات الدراسية من كتب ومقاعد وسبّورات وغير ذلك، ما اضطر الكثير من الأهالي إلى تحمّل أعباء توفير مقاعد وكتب لأبنائهم.

وكانت وزارة التربية العراقية قد أعلنت في وقت سابق الحاجة لاستحداث أكثر من 8 آلاف مدرسة جديدة في عموم المحافظات، للتخلّص من مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي، وتوفير أجواء دراسية سليمة، فيما طالبت بتخصيصات مالية.

المساهمون