بدأت السلطات الجزائرية بالاستعداد مبكراً للموسم الدراسي المقبل، إذ إنّ المدارس في البلاد ستستقبل في العام الدراسي المقبل (2022-2023) ما يقارب 11 مليون تلميذ في المراحل التعليمية الثلاث، الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وذلك بزيادة تقارب نصف مليون تلميذ مقارنة بالعام الماضي.
وقال وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، في مؤتمر صحافي، عشيّة إعلان نتائج امتحانات شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) وبدء التحضير للدخول المدرسي المقبل في الجزائر، إنّ "التقديرات الرسمية تشير إلى أنّنا نقترب من عتبة 11 مليون تلميذ عبر المستويات التعليمية في خلال السنة الدراسية المقبلة، منهم 425 ألف تلميذ جديد سيلتحقون للمرّة الأولى بالمدرسة، أي ما يقارب ارتفاعاً بنسبة 4.3 في المائة من تعداد التلاميذ"، وهي نسبة أقلّ من تلك التي سُجّلت في العام الماضي بستة في المائة.
وتفرض القوانين الجزائرية إلزامية التعليم على الأطفال عند بلوغهم سنّ السادسة، وتطاول هذه القوانين العائلات التي تتخلف عن تمدرس أبنائها أو تمنعهم منه. والتعليم مجاني في الجزائر، إذ تتحمّل الدولة كلّ النفقات حتى المرحلة الجامعية، ما عدا تكاليف الكتاب المدرسي. وتخصّص الدولة وجمعيات خيرية مع بداية كلّ موسم دراسي مساعدات خاصة بالعائلات الفقيرة، فتوزَّع الحقائب والأدوات المدرسية، فيما أقرّت الحكومة تخصيص منحة تمدرس لأبناء العائلات المعوزة.
وقد أوضح بلعابد في مؤتمره الصحافي نفسه، أنّ أكثر من 529 ألفاً ما بين معلّم وأستاذ يضمنون التأطير البيداغوجي (التربوي) لهؤلاء التلاميذ، من بينهم نحو 15 ألفاً من المعلّمين والأساتذة الذين انتُدبوا هذا العام، بالإضافة إلى آلاف المشرفين التربويين الذين يساعدون الأطقم التربوية.
وعن مشكلة الكتاب المدرسي التي تتجدّد في كلّ عام وتسبّب معاناة التلاميذ وعائلاتهم بسبب فوضى التوزيع، أفاد بلعابد بأنّ نقاط بيع الكتب المدرسية ستكون في داخل المؤسسات التربوية، وهي أفضل مكان لبيع الكتاب والمكان الطبيعي الذي يقصده وليّ التلميذ، وهو ما يعني رفض السلطات تحرير بيع الكتاب المدرسي وطرحه في المكتبات العامة. وأشار إلى أنّ أسعار الكتاب المدرسي ستبقى كما كانت في العام الماضي.
من جهة أخرى، كشفت بيانات نشرتها المحافظة السامية للأمازيغية أنّ عدد المرشّحين لاجتياز شهادتَي البكالوريا والتعليم المتوسط في مادة اللغة الأمازيغية عرف هذا العام ارتفاعاً مقارنة بما كان عليه في الأعوام السابقة، مع أكثر من 33 ألفاً على المستوى الوطني. يُذكر أنّ ذلك استُحدث في إطار مسار ترقية تعليم اللغة الأمازيغية وتطويره.