مخيمات شمال غربيّ سورية تسجّل أضراراً جراء عاصفة مطرية

25 مايو 2024
منظر للخيام في جنديرس بعد هطول الأمطار، في 19 مارس 2023 (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مخيمات شمال غربي سورية تضررت بشدة من عاصفة مطرية، مؤثرة على أكثر من 41 مخيمًا وتسببت في هدم 65 خيمة كليًا وتضرر 91 خيمة جزئيًا، مما أثر على أكثر من 6,428 نسمة.
- النازحون يعانون من ظروف قاسية، مع تجارب صعبة مثل مسعود عبد الستار الذي انتقل إلى مخيم لمتضرري الزلزال، مشيرًا إلى صعوبات العيش والتحديات اليومية.
- منسقو استجابة سورية ينتقدون غياب الاستجابة الفعلية من المنظمات الإنسانية ويطالبون بتنسيق الجهود ووضع قاعدة بيانات للمتضررين لتخفيف الكارثة الإنسانية وإيجاد حلول جذرية.

سجّلت مخيمات شمال غربيّ سورية أضراراً جراء العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة أمس الجمعة، وسبّبت هدم خيام بشكلٍ كلي وتضرر أخرى جزئياً، مع استمرار معاناة النازحين إثر انخفاض المساعدات الإنسانية وغلاء الأسعار وقلة فرص العمل.

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ له اليوم السبت، إن عاصفة مطرية متوسطة الشدة ضربت مخيمات شمال غربيّ سورية وأثّرت من جديد في النازحين، مؤكداً تسجيل أضرار ضمن أكثر من 41 مخيماً في مناطق متفرقة من الشمال السوري، أبرزها مناطق ريف حلب الشمالي وريف إدلب. وأوضح الفريق أن الأضرار التي سببتها العاصفة طاولت 65 خيمة بشكل كامل ودخول مياه الأمطار إلى 91 خيمة أخرى في حصيلة أولية، بالإضافة إلى أضرار جزئية أيضاً لحقت بـ 117 خيمة أخرى، في حين بلغ عدد الأفراد المتضررين من العواصف الأخيرة خلال الساعات الأخيرة أكثر من 6,428 نسمة.



متضررون داخل مخيمات شمال غربيّ سورية

النازح السوري مسعود عبد الستار، يقول لـ "العربي الجديد": "كنت أقيم في مدينة جنديرس، وبعد زلزال السادس من فبراير انتقلت مع عائلتي بعد أن كتبت لنا النجاة، أصيب ابني في ساقه، لكنه تماثل للشفاء، وبعد عدة محطات من التنقل في المنطقة لجأت إلى مخيم أُنشئ لمتضرري الزلزال في جنديرس، الوضع هنا صعب والحياة ليست سهلة من النواحي كافة، سواء التنقل أو الوصول لمكان العمل". ويضيف: "العيش في الخيمة يتطلب الكثير من الصبر، أمس بدأت الأمطار بالهطول بغزارة في المنطقة، ووصلت المياه إلى الخيام كافة، وتحوّل الوضع إلى كارثة حقيقية".

ويلفت عبد الستار: "نحن المتضررين من الزلزال خسرنا كل شيء"، مطالباً بـ"توفير مراكز إيواء تحمينا من هذه العواصف والسيول، ويسهل فيها التنقل بدلاً من المخيم وطرقه التي يغمرها الطين أو تغرق خيامه مع غزارة المطر"، ويقول بنبرة يائسة: "أحاول منذ مدة الاستقرار في منزل أو التوجه إلى قرية من القرى التي تبنيها المنظمات في المنطقة دون جدوى، ليست لدي القدرة على استئجار منزل، والمنظمات لا تقبل بانتقالي إلى أحد المنازل".

وأشار منسقو الاستجابة، إلى أن الهطولات المطرية الأخيرة سبّبت فيضانات وانقطاع الطرق داخل مخيمات شمال غربيّ سورية وخارجها، مع صعوبات كبيرة لتصريف المياه، وتضرر عدد من الكتل السكنية والكرفانات بعد دخول مياه الأمطار إليها، وهي التي شُيِّدت سابقاً لنقل النازحين من الخيام وتأمين الاستقرار لهم. وبيّن الفريق أن أبرز الاحتياجات المطلوبة بشكل عاجل وفوري في المخيمات والتجمعات المتضررة في مناطق شمال غربيّ سورية، تقديم عوازل مطرية وأرضية والعمل على تجفيف الأراضي وسحب المياه وطرحها في مجاري الأنهار والوديان، وعدم الانتظار حتى يتم جفافها بشكل طبيعي، والعمل على إنشاء شبكتي صرف صحي ومطري في أغلب المخيمات والبدء بالمتضررة والانتقال تباعاً إلى الأخرى، والتركيز بالدرجة الأولى على المخيمات المشيدة على أراضٍ طينية.

وشدّد الفريق على أن المنطقة لم تشهد أي استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات شمال غربيّ سورية. كذلك ليس هنالك أي تقدير من الجهات كافة لصعوبة الأوضاع الحالية التي تمر بها مناطق شمال غربي سورية، التي تشهد ازدياداً في الاحتياجات الإنسانية بشكل أكبر من الأوقات السابقة، مع غياب كامل لأي رؤية واضحة للتخفيف من حدة هذه الأزمة التي تزداد يوماً عن يوم. وطالب منسقو الاستجابة من الجهات الفاعلة كافة في الشأن الإنساني تنسيق الجهود وعقلنتها، ووضع قاعدة بيانات المتضررين على مستوى المنطقة، واعتماد آلية سريعة لتعويض الأضرار بشكل عام، والعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدة منذ سنوات وحتى الآن.

المساهمون