مخاوف من دفع مهاجرين جنوبي تونس إلى أحضان تُجار البشر بسبب تجاهل المنظمات

25 مارس 2022
مهاجرون سريون على متن قارب في جرجيس (تسنيم نصري/الأناضول)
+ الخط -

يخشى مهاجرون وطالبو لجوء في تونس من أن يدفعهم تجاهل المنظمات الدولية الراعية للمهاجرين نحو شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل هشاشة أوضاعهم لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من نشاط تجارة البشر بين تونس وليبيا.

وتزداد أوضاع المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس سوءاً منذ بداية العام الحالي، بعد تقليص المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الشريكة لها المساعدات المادية لمئات منهم ما زالوا يواصلون احتجاجهم والاعتصام في مقرات المفوضية منذ أكثر من 5 أسابيع.

ولا يخفي مهاجرون وطالبو لجوء جنوب تونس أن يدفع بهم فقدان الأمل في تحسين أوضاعهم نحو البحث عن حلول فردية تجعلهم فريسة سهلة لشبكات الاتجار بالبشر التي تتصيّد المهاجرين الذين يعيشون وضعاً اجتماعياً هشّاً.

ورغم أنّ أكثر من 250 طالب لجوء يتمسكون باعتصامهم الذي امتد لأكثر من شهر في مدينة جرجيس (جنوب شرقي تونس)، إلا أنّ بعضهم أصبح يفكر في حلول فردية، سواء عبر الهجرة نحو ليبيا أو المشاركة في رحلة هجرة سرية عبر "قوارب الموت"، بحسب ما أكده المتحدث باسم طالبي اللجوء المعتصمين أحمد آدم.

ويقول أحمد آدم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "مخاطر عديدة تترصد طالبي اللجوء والمهاجرين بعدما تخلّت عنهم المنظمات الراعية لهم، من بينها الوقوع في براثن تجار البشر".

ويؤكد آدم أنّ "تجار البشر ومنظمي رحلات الهجرة السرية على قوارب الموت يعرضون خدماتهم على المهاجرين وطالبي اللجوء، مُستغلين هشاشة أوضاعهم وحالة اليأس التي تسيطر عليهم".

ويضيف أنّ العديد من المهاجرين وطالبي اللجوء اختاروا الذهاب إلى ليبيا بحثاً عن أفق أرحب، لكنه يستدرك بالقول "انقطعت أخبارهم ولا نعرف إذا كانوا قد عثروا على عمل هناك أو ماتوا في البحر أو وقعوا في براثن شبكات الاتجار بالبشر".

وينتقد آدم ما وصفها بسياسة التجاهل التي تمارسها السلطة والمنظمات بشأن قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء، مؤكداً وجود مخاوف من فقدان مهاجرين عبروا نحو ليبيا وانقطعت أخبارهم.

ويبيّن المتحدث باسم طالبي اللجوء المعتصمين أن المهاجرين وطالبي اللجوء يندفعون نحو الحدود الليبية دون أن تكون لهم وجهة واضحة، مُرجّحاً أن يكون الإبحار خلسة نحو إيطاليا هو هدفهم الأساسي.

من جانبه، نبّه رئيس المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان في ليبيا عمر حجازي، في تصريحات إعلامية، من أنّه تمّ تسجيل تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر في ليبيا من قِبل عدة مافيات دولية استغلت الوضع السياسي الهش، مشدّدا على سعي المجلس إلى القضاء على هذه الظاهرة من خلال شراكات دولية تحمي هذه الفئات الهشة.

وتزداد وضعية اللاجئين جنوبي تونس تعقيداً بتصاعد عدد المسرّحين من مبيتات السكن التي كانت تؤجرها لهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بينما يتواصل احتجاجهم والمطالبة بترحيلهم من تونس منذ خمسة أسابيع.

وتهم وضعية اللاجئ وطالب اللجوء في تونس نحو 9508 أشخاص، وهي صفة تسندها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وليس الدولة التونسية التي تخلت عن تلك المهمة منذ عقود.

يذكر أنّ التحرك الذي تخوضه مجموعة من اللاجئين في تونس انطلق عقب إشعارهم من قبل كل من المفوضية والمجلس التونسي للاجئين بإخلاء المبيتات والمنازل في مدة لا تتجاوز الـ15 يوماً على أن يتم تمكينهم لمدة 3 أشهر من منحة مالية بالتوازي مع إحالتهم إلى الجمعية التونسية للتصرف والتوازن الاجتماعي للحصول على فرص عمل.

المساهمون