بلغ مجموع محاضر مخالفات قرار الإقفال في لبنان منذ أمس الخميس لغاية الجمعة 1727 محضر ضبط، في ظلّ استمرار التجاوزات المتفاوتة بين منطقة وأخرى.
يقول رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي الكولونيل جوزيف مسلّم، لـ"العربي الجديد"، إنّ المخالفات تبقى موجودة خصوصاً في ظلّ نظام الإقفال الجزئي، وفتح عددٍ من القطاعات والمحال المُستثناة، لا سيّما في الأحياء الشعبية، ويجرى العمل قدر المستطاع من خلال تعزيز انتشار العناصر ورفع التنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية للحدّ منها وملاحقة المخالفين.
1727 مجموع محاضر مخالفات قرار التعبئة العامة المنظمة إعتباراً من تاريخ 7-1-2021 ولغاية صباح اليوم 8-1-2021 للحدّ من انتشار فيروس #كورونا #إلتزامك_أمانك #قوى_الأمن pic.twitter.com/WiC4hRs2iQ
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) January 8, 2021
ويلفت مسلّم إلى أنّ المحاضر باتت أكثر تشدداً من السّابق، ونحن نتفهّم وجع الناس وحاجتهم إلى العمل للمحافظة على رزقهم ولقمة عيشهم، بيد أنّ الوضع الصحي الذي وصلت إليه البلاد خطير جداً في ظلّ ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا والوفيات بشكل كبير، من هنا دعوة المواطنين إلى الالتزام الكامل بقرار الإقفال والتدابير الوقائية لمواجهة الوباء.
اوتوستراد نهر الموت-ضبيه الآن😭😱
— Samar Abou Khalil (@samarabukhalil) January 8, 2021
وين ال #لوك_داون شو عم بيصير يا اللللله
@LebISF @M_MohamedFehmi @Hamad_hassan20
وطلع في حاجز تحت جسر النقاش🙈😷
بس وين رايحة هالعالم كلها ؟ pic.twitter.com/fS6Lexh1Iy
وفي ظلّ المطالبة بالتخفيف من الاستثناءات الكثيرة في قرار الإقفال، بهدف تحقيق الغاية المرجوّة منه، برز تعديل جديد يطاول قطاع النقل البري، حيث سيتم السماح لسائقي الفانات والأتوبيسات بمعاودة العمل بدءاً من صباح الثلاثاء المقبل، 12 يناير/كانون الثاني الجاري.
وشهدت مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما الطرقات الرئيسة، اليوم الجمعة، زحمة سير خانقة أثارت غضب الملتزمين الحجر، الذين يدفعون ثمن الإقفال وتداعياته المؤلمة اقتصادياً ومعيشياً، في حين أن هناك من يستمرّ في التخالط بما يساهم بتفشّي الوباء والحؤول دون انخفاض عدد الإصابات، ويفاقم وضع المستشفيات العاجزة عن استقبال المزيد من مرضى فيروس كورونا، ما يؤدي إلى وضع كارثي.
وأشار مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس الأبيض، في تغريدة على حسابه في تويتر، إلى أنّه لو زادت المستشفيات من سعة أسرّتها، فإنّها لن تستطيع المواكبة إذا استمرّ الارتفاع الحادّ في أعداد الإصابات بكورونا، لافتاً إلى أنّ المطلوب الآن نهج أكثر صرامة.
وأضاف الأبيض "إذا انتظرنا إلى أن تمتلئ أسرّة المستشفيات فسيكون الوقت قد فات. إذا حكمنا من خلال التراخي الملاحظ في الشارع، فإنّ الأمور لا تسير على ما يرام".
حتى لو زادت المستشفيات من سعة أسرّتها، فإنها لن تستطيع المواكبة اذا استمر الارتفاع الحاد في أعداد الكورونا. المطلوب الآن نهج أكثر صرامة. اذا انتظرنا الى ان تمتلئ اسرة المستشفيات، فسيكون الوقت قد فات. إذا حكمنا من خلال التراخي الملاحظ في الشارع، فإن الأمور لا تسير على ما يرام.
— Firass Abiad (@firassabiad) January 8, 2021
في السياق، أشار مصدر في وزارة الصحة اللبنانية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الوضع خطير جداً والمستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المرضى، والتواصل مستمرّ معها لرفع قدرتها الاستيعابية، ودفع المستشفيات الخاصة التي لا تستقبل المرضى إلى فتح أبوابها لهم وتأمين الأسرّة الكافية، وإلّا ستكون عرضة للمساءلة.
ولفت المصدر إلى أنّ الأرقام سترتفع في الأيام القليلة المقبلة، وستتخطى نسباً غير مسبوقة، باعتبار أنّ الأشخاص الذين خالطوا مصابين بكورونا وانتقلت العدوى إليهم، أو التقطوا الفيروس خلال فترة الأعياد ورأس السنة بالتحديد، بدأت نتائجهم الموجبة تظهر اليوم، في سيناريو سيكون كارثياً على لبنان على الصعيد الصحي والاستشفائي.
وأشار إلى أنّ هذا السيناريو سيجعل من مرضى كثيرين حالتهم خطرة جداً عاجزون عن الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسيبقون في المنزل، في ظلّ أزمة جديدة تتمثل في الشح الكبير في الأدوية وانقطاعها من الصيدليات، وعلى رأسها البنادول وهو من الأدوية الفعّالة التي تُعطى للمصابين بكورونا، كما أنه ليس للجميع المقدرة على تلقي العلاج في المنزل وإحضار المساعدة الطبية إلى بيوتهم، من هنا أهمية التزام الناس بالتدابير الوقائية وتفادي الخروج إلّا للضرورة القصوى، وإلّا فإنّ الاستهتار بالنفس وصحة الآخرين سيضعنا أمام مصيبة.
ويقول نقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين، لـ"العربي الجديد"، إنّ أسباب الانقطاع، أو الشح الحاصل على صعيد البنادول، يعود إلى ارتفاع الطلب بشكل كبير عليه من قبل اللبنانيين، والضغط الكثيف للحصول عليه، إضافة الى تخزينه في البيوت خوفاً من انقطاعه، لكن في المقابل هناك العديد من أدوية الجينيريك التي يمكن شراؤها، وهي بديلة عن البنادول ولها المفعول نفسه وتؤخذ للغاية ذاتها، مثل الباراسيتامول، لكن الناس اعتادت على البنادول الذي يعدّ من الأسماء التجارية.