مخاطر من زيادة الإصابات بالكوليرا شمالي سورية مع استمرار أزمة المياه

مخاطر من زيادة الإصابات بالكوليرا شمالي سورية مع استمرار أزمة المياه

06 يوليو 2023
تشكل المياه الملوثة أحد أسباب انتقال مرض الكوليرا (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد مناطق شمال سورية ارتفاعاً في معدل الإصابات بالكوليرا، لأسباب عدة، في مقدمتها شح المياه التي تصل إلى السكان من مصادر موثوقة، وهذا ما دفع السكان إلى اعتماد مصادر مياه بديلة، تنقل من دون رقابة أو خضوع لإجراءات التعقيم. 
ووفقاً لتحديث "وحدة تنسيق الدعم" التي تُعرف بأنها "منظمة سورية ووطنية غير سياسية وغير ربحية تأسست عام 2013، اليوم الخميس، فإن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في مناطق شمال غرب سورية بلغ خلال أسبوع نحو 18 ألفا و779، بينما بلغ عدد الحالات المشتبه بإصابتها الأسبوع الماضي 85 ألفا، ليزيد العدد الإجمالي عن 103 آلاف حالة، وعدد الإصابات المؤكدة 812 إصابة، وعدد الوفيات بلغ 23 شخصا.
 أما في مناطق سيطرة النظام السوري، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شرقي البلاد، فلم تصدر أية معطيات جديدة بشأن تفشي وباء الكوليرا في تلك المناطق.
ومن المدن التي يعتمد السكان فيها حالياً على مصادر مياه غير موثوقة مدينة الباب في الريف الشمالي لمحافظة حلب، وذلك بعد خروج 10 آبار من أصل 13 بئراً تغذي المياه من الخدمة في الوقت الحالي، بسبب الجفاف، وهذا أجبر سكان المدينة على اعتماد مياه الصهاريج كمصدر رئيسي لمياه الشرب.
ووفقاً لما أوضح الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد"، فإن الأزمة في توفير المياه الموثوقة للشرب لا تقتصر على مدينة الباب فقط، إنما تمتد إلى باقي مدن وبلدات مناطق شمال وشمال غرب سورية، إضافة إلى المخيمات غير المجهزة بالمياه، وهذا من بين الأسباب التي تسهم في تفشي مرض الكوليرا في الوقت الحالي.
وتشهد منطقة شمال غرب سورية على العموم تزايداً في عدد الإصابات المؤكدة بالكوليرا، وفق ما أوضح الدكتور محمد الصالح، المنسق في "شبكة الإنذار المبكر" شمالي سورية  لـ"العربي الجديد"، الذي لفت إلى أن عدد الحالات المثبتة مخبريا وعدد الحالات المشتبهة هي في ازدياد، مبيّنا أنه في هذه الفترة ومع ارتفاع درجات الحرارة ترتفع معدلات الإصابة بالإسهال، وأضاف "الأمر الآخر متعلق بالوضع شمال غرب سورية،  فهو غير طبيعي نتيجة ازدياد الطلب على المياه التي تصل إلى السكان من مصادر غير خاضعة للرقابة، وكثير من الخضر المتوفرة مروية بمياه الصرف الصحي، ومدينة الباب دقت ناقوس الخطر مؤخرا، إذ أنها تتعرض لأزمة مياه، والسكان فيها يعتمدون على آبار غير معالجة، والري أيضا لا يكون جيدا والمياه المستخدمة للري غير صالحة للشرب، ومعظمها يكون باستخدام الصرف الصحي". 
وأوضح الصالح، أن هناك سعيا لتوفير مياه نظيفة للري من قبل وحدة تنسيق الدعم، التي أنشأت محطتي معالجة مياه صرف صحي في مدينة بزاعة بريف حلب الشمالي وأعلنت جاهزيتها قبل يومين، ومحطة أخرى في قباسين ضمن منطقة الباب.

وتابع الصالح "الكوليرا مرض ينتقل عن طريق المياه والأغذية الملوثة والأطعمة والمزروعات المروية بمياه ملوثة، هناك آليات لتنقية المياه عن طريق الغلي أو التعريض للشمس، وهي طرق بدائية قد يلجأ لها الأهالي، أو كلورة المياه. وهناك منظمات تزود المجالس المحلية بالكلور، لكن بالنسبة للمياه الخاصة يجب أيضا كلورة المياه بنسب معينة لتحقيق الفائدة. النصائح أن يتحرى الأهالي مياه الشرب وغسل مياه الصرف الصحي، ومراقبة ري المزروعات ضمن الشروط المتوفرة".

المساهمون