محمد إسماعيل... معاناة وغربة وفقر في باكستان

08 نوفمبر 2020
ولد في بلد اللجوء (العربي الجديد)
+ الخط -

ضاق العيش باللاجئ الأفغاني محمد إسماعيل في باكستان. اليوم، أكثر ما يرغب به هو العودة إلى بلاده

لا يعرف محمد إسماعيل (40 عاماً) شيئاً عما عاشته عائلته حين غادرت أفغانستان متوجهة إلى باكستان، إذ لم يكن قد ولد بعد. لكن عائلته لم تجد حلاً بديلاً هرباً من الغزو السوفييتي للبلاد. ولد إسماعيل في مدينة بيشاور القريبة من الحدود الأفغانية في شمال غرب باكستان. لم تكن طفولته سهلة في ظل اللجوء والفقر، وقد اضطر للعمل في مهن عدة للعيش. واليوم، يرغب في العودة إلى بلاده ويكمل ما تبقى من حياته فيها. يعيش إسماعيل مع عائلته المؤلفة من والده ووالدته وزوجته وأطفاله الخمسة في أحد مخيمات اللاجئين الأفغان في ضواحي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد، ويعمل في سوق الخضار والفاكهة لإعالة أسرته. لا يهنأ له العيش في باكستان حاله حال الكثير من اللاجئين، في ظل الوضع المعيشي الصعب والعيش في منزل في المخيم لا يقي حرارة الصيف وبرد الشتاء. كذلك، لا تتوفر مقومات الحياة فيه، عدا عن كيفيه تعامل الشرطة مع اللاجئين. 
ويصف إسماعيل حياته بـ "المعاناة". في باكستان، يشعر بالغربة والألم والحسرة والفقر. كان وضع والده هميشه غول المعيشي جيداً في بلاده. قبل اتخاذه خيار اللجوء، كان يملك أرضاً كبيرة في إقليم قندوز شمال البلاد، وقد عمل في التجارة. يقول إسماعيل: "كنا نملك حقولاً كبيرة يزرع فيها البطيخ والشمام وأنواع مختلفة من الفاكهة. لكن بعد الغزو السوفييتي لبلادنا (1979-1989)، تركت عائلتي كل شيء وفرت إلى باكستان هرباً من الموت".
في السادسة من عمره، التحق إسماعيل بمدرسة دينية إذ كان يرغب في أن يكون عالم دين في بلاده بعد العودة، بل كانت هذه رغبة والده. وبعد أربع سنوات أمضاها في الدراسة، اضطر إلى تركها من أجل العمل وتأمين لقمة العيش. تزوج في وقت مبكر في مدينة بشاور حيث كان يعيش. عمل في مصنع للطوب مع أقاربه. إلا أن عمله كان شاقاً، فانتقل إلى مدينة راولبندي في عام 2002.
في البداية، عمل في محل تجاري في مدينة راولبندي وكان يتقاضى القليل من المال. وفي عام 2010، قرر الانتقال للعيش في مخيم صغير اللاجئين الأفغان في المدينة، فترك العمل في المحل وبدأ يعمل في سوق الخضار والفاكهة، شأنه شأن الكثير من اللاجئين الأفغان.
يخرج إسماعيل من منزله في الصباح الباكر، ليعود إليه بعد صلاة العصر. كذلك، يعمل أيام الإجازة بهدف تأمين متطلبات أسرته. يومياً، يكسب ما بين 500 روبية باكستانية (نحو ثلاثة دولارات تقريباً) و700 روبية (نحو أربعة دولارات)، وهو ما يكفيه لتأمين الاحتياجات اليومية، لكنه يخشى على مستقبل أولاده. ويقول: "أكثر ما يقلقني هو مستقبل أسرتي، فهي تعتمد على عملي اليومي. فإذا مرضت أو حدث أي مكروه، نبقى في العراء على غرار ما حدث خلال الأيام الأولى لتفشي كورونا. كنا في حاجة إلى الخبز". 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يرغب إسماعيل في أن يتمكن من تعليم أولاده عسى أن يكون مستقبلهم أفضل من مستقبله. يرسل ابنه الأكبر ويدعى محمد يعقوب (11 عاماً) إلى المدرسة الدينية القريبة من المنزل، إذ لا يمكنه تسجيله في مدرسة. يرغب في العودة إلى بلاده، إلا أنه يخشى الأمر نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية. ويأمل أن تنجح مفاوضات السلام الأفغانية كي يتمكن من العودة. وإذا ما حصل ذلك، سيكون أول المغادرين. 

المساهمون