محكمة إسرائيلية تقرر الإبقاء على حكم المؤبد لعميد الأسرى الفلسطينيين

04 ديسمبر 2022
أتم البرغوثي في 20 نوفمبر الماضي، عامه الـ42 في سجون الاحتلال (جهاد بركات/العربي الجديد)
+ الخط -

رفضت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية، ظهر اليوم الأحد، الإفراج عن عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي (65 عاماً)، والذي يقضي أطول مجموع اعتقال في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة، حيث أبقت على حكمه بالسجن المؤبد.

وقررت المحكمة كذلك إبقاء الحكم الذي صدر بحقه خلال اعتقاله الأول الذي امتد 34 عاماً بشكل متواصل قبل الإفراج عنه بصفقة تبادل وفاء الأحرار عام 2011؛ وكانت مدته مؤبدا، إضافة لـ18 عاماً، بذريعة وجود ملف سرّي، رغم إصدار محكمة عسكرية حكم بحقه بالسجن لمدة 30 شهراً في عام 2015 إثر إعادة اعتقاله.

عائلة الأسير التي حضرت مجريات المحكمة غرب رام الله أكدت أن البرغوثي كان قد توقع مثل هذا القرار، كون القضية سياسية بامتياز.

وتصادف مع وجود البرغوثي في المحكمة؛ وصول فتى فلسطيني أسير بعمر 16 عاماً، من عائلة سرور، في بلدة نعلين غرب رام الله، وقد أحضر من المستشفى لإصابته برصاص الاحتلال دون أن يملك ملابس تقيه البرد، ليقرر البرغوثي إعطاءه معطفه.

وقالت شقيقة نائل، حنان البرغوثي لـ"العربي الجديد": "إن نائل ظل بدون معطف رغم برد المحكمة، لتؤكد هذه الحادثة أنه سيظل معطاءً كما كان طيلة السنوات التي مرت عليه، ويؤثر على نفسه، قائلة: (هذا هو نائل)".

وأضافت الشقيقة حنان أنها كانت تتوقع مثل هذا القرار من المحكمة، رغم ظنها الحسن بالله، وأن نائل سيعود لمنزله في أية لحظة، معولة كما قالت على صفقة تبادل مشرفة بين المقاومة والاحتلال.

وقالت البرغوثي إن "المحكمة أقرت بأن القضية سياسية، ونائل أكد ذلك أيضا خلال الجلسة التي عقدت اليوم"، مضيفة أن جلسة اليوم كانت فرصة لترى شقيقها، في ظل منع الاحتلال لها من زيارته.

ووصفت أمان نافع زوجة نائل في حديث مع "العربي الجديد" معنوياته بالعالية، مؤكدة أنه يواصل منذ عشرة أيام الصيام، مؤكدة أن جلسة اليوم ما هي إلا استكمال للمسرحيات السابقة كما وصفتها، حيث إن اللجنة ذاتها التي حكمت عليه بالسجن 30 شهراً بعد إعادة اعتقاله؛ قالت اليوم "إنها اجتمعت مع جهاز مخابرات الاحتلال وقررت بموافقته إعادة حكم المؤبد وثمانية عشر عاماً".

ونقلت أمان عن المحامي أن القرار سياسي، وأنه سيكمل الإجراءات بالذهاب إلى اللجنة العسكرية التي أصدرت بحقه الحكم الأول وسيعود بعد ذلك لمحكمة الاحتلال العليا، مضيفة "لا يجوز أن يترك نائل هكذا، يجب أن يكون هناك تدخل من أعلى المستويات لإطلاق سراحه، يكفيه 43 عاماً في السجن، وقد صار عمره 65 عاماً".

من جهته، أوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، أنّ القرار صدر عن لجنة خاصة في المحكمة العسكرية، وهي اللجنة ذاتها التي أصدرت الحكم السّابق بحقّه عقب إعادة اعتقاله عام 2014، إلى جانب عشرات المحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، وكان مدته في حينه (30) شهراً.

ولفت نادي الأسير إلى أنّ الجلسة عُقدت اليوم بناء على قرار سابق صدر عن المحكمة العليا للاحتلال في شهر مايو/أيار الماضي، وقررت فيه إعادة القضية إلى اللجنة الأولى التي أصدرت الحكم بحقّه في حينه.

وبحسب النادي، فإن المحكمة صرحت بأنّ جلسة سرية كانت قد عُقدت مع مخابرات الاحتلال، دون حضور محامي الأسير البرغوثي، وادعت أنّ هناك معطيات سرّية تتعلق بالأسير البرغوثي.

وذكر نادي الأسير أنّ محامي البرغوثي، وفي إطار استمرار المحاولات في القضية، سيقدم اعتراضاً على القرار خلال شهر من اليوم، وذلك أمام لجنة الاعتراضات العسكرية، وهي اللجنة التي شُكّلت للنظر في قضايا محرري صفقة "وفاء الأحرار" المُعاد اعتقالهم، وعددهم (48) أسيراً.

وأكّد نادي الأسير أنّ هذا القرار المبني على وجود (ملف سرّي) كان متوقعاً في ضوء كل المعطيات المحيطة بقضية الأسرى، والتحريض المضاعف عليهم اليوم من قبل الاحتلال، وأنّ استمرار الاحتلال باعتقال محرري الصفقة كرهائن منذ عام 2014، هو قرار سياسيّ.

وقالت مسؤولة الإعلام في النادي أماني سراحنة لـ"العربي الجديد:" "إن القرار كان متوقعاً، وكل المعطيات المحيطة بقضية محرري صفقة تبادل الأسرى وفاء الأحرار ومجمل قضية الأسرى تؤكد ذلك"، فيما لفتت سراحنة إلى أنه من الضروري الإشارة إلى أن إعادة الحكم المؤبد جاء وفق ادعاء وجود ملف سري.

 وأتم البرغوثي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عامه الـ42 في سجون الاحتلال، ودخل عامه الـ43 وهي أطول مجموع مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حسب نادي الأسير.

وكان البرغوثي قد رفض هذا العام أن يوجه رسالة في ذكرى اعتقاله، كما اعتاد في كل عام، واكتفى بقوله: "إنّ (الصمت أبلغ)"، كما قررت عائلته عدم إقامة فعاليات بهذه المناسبة تماشياً مع رسالته الصامتة.

والأسير البرغوثي يبلغ من العمر (65 عاماً) من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، واجه الاعتقال منذ عام 1978، وقضى (34) عاماً بشكلٍ متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، إلا أنّ الاحتلال أعاد اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة عام 2014، طالت العشرات من المحررين في الصفقة، وتبقى اليوم منهم رهن الاعتقال (47) أسيراً.

من جانبها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان لها: "إن قائمة عمداء الأسرى، وهو مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي 20 سنة وما يزيد بشكل متواصل، قد ارتفعت لتصل، حتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إلى (314) أسيراً، وذلك بعد أن انضم إليها قسراً (21) أسرى من القدامى خلال شهر نوفمبر / تشرين الثاني الماضي".

المساهمون