طالب محتجون فلسطينيون من أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة؛ الدول التي علقت دعمها للوكالة بالعدول عن قرارها، معتبرينها مشاركة في حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة، ومحاولة شطب الوكالة تعني شطب قضية اللاجئين وحق العودة.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية التي نظمت ظهر اليوم الأربعاء، نتيجة توافق بين دائرة شؤون اللاجئين ولجان العودة والفصائل، وممثلي المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية ودول الشتات، كما أكد رئيس اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة محمد عليان لـ"العربي الجديد".
أونروا ومجتمع اللاجئين الفلسطينيين
ومن المقرر أن تكون هذه الوقفة باكورة فعاليات مناهضة لقرار 17 دولة والاتحاد الأوروبي كانت قد أعلنت تعليق دعمها للوكالة الأممية، بعد اتهامات وادعاءات إسرائيلية لاثني عشر موظفا في الوكالة بالمشاركة بعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقبل تنفيذ تحقيق بتلك الادعاءات.
وقال عليان: "إن رسائل الاحتجاج موجهة إلى المجتمع الدولي والدول التي علقت المساعدات للأونروا، في ظل الحاجة الكبيرة للمساعدات، والحاجة لزيادة موازنات الوكالة، لما تقدمه لمجتمع اللاجئين في الأقطار الخمسة (الضفة الغربية بما فيها القدس، قطاع غزة، الأردن، لبنان، سورية) وخاصة في غزة، حيث تقدم خدمات لأكثر من مليوني إنسان بحاجة إلى إدخال المساعدات بشكل سريع".
وحذر عليان من كوارث كبيرة ستلحق بمجتمع اللاجئين من جراء هذا التعليق، معتبرا أنه بمثابة مشاركة في الإبادة الجماعية، بناء على مزاعم واتهامات إسرائيلية عارية عن الصحة.
واعتبر عليان موقف تلك الدول استكمالاً لمحاولات منذ عقود لإنهاء هذه المؤسسة الدولية، التي تُعنى باللاجئين الفلسطينيين، والتي أنشئت بقرار من الأمم المتحدة، وهي تقدم المساعدات منذ عقود، ومسجل لديها 6 ملايين لاجئ، مشيرا إلى وجود محاولة لإنهاء قضية اللاجئين من خلال إنهاء الوكالة.
واعتبر وكيل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أنور حمام في حديث مع "العربي الجديد"، أن الهجوم الحالي على الوكالة هو الأكبر الذي تتعرض له منذ تأسيسها في العام 1949، وخطورته بأن من يقوم به ليس إسرائيل فقط، وإنما بتواطؤ 17 دولة وازنة إضافة للاتحاد الأوروبي في تمويلها للأونروا، مكررا أن ذلك تواطؤ مع جريمة الحرب والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين في غزة، لكنه أكد أن تعليق التمويل سيطاول كل اللاجئين في الأقطار الخمسة، لافتاً إلى إرسال دائرته رسائل متطابقة إلى الدول التي علقت التمويل تطالبها بالعدول عن القرار.
وطالب حمام بجهد دبلوماسي فلسطيني وعربي، والعمل على استثمار حركة التضامن حول العالم للضغط على الحكومات من أجل حشر إسرائيل في الزاوية، التي لا تريد أونروا لأنها تمثل الاعتراف الدولي باستمرار وجود قضية اللاجئين، ولأن قرار إنشائها رقم 302 من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، مرتبط ارتباطا وثيقا بحق العودة.
وقال حمام: "أرادوا من الوكالة التوطين للاجئين، لكنهم لم ينجحوا لأنها لعبت دورا في الحفاظ على اللاجئ الفلسطيني وتأهيله وتمكينه، فانتقلوا إلى شيطنتها وابتزازها للعب أدوار عكس أدوارها الطبيعية".
المشاركون في الوقفة وهم من لجان المخيمات وسياسيون فلسطينيون، وممثلون عن اتحاد العاملين في الوكالة، ونشطاء مجتمعيون، وطلبة مدارس من المخيمات، رفعوا الأعلام الفلسطينية، وأعلام الأمم المتحدة ووكالة الغوث، وشعارات تعتبر تعليق المساعدات مشاركة في الإبادة الجماعية وشطب حق العودة، وأن البديل عن الوكالة هو تحقيق عودة اللاجئين.
بدوره، أكد منسق مبادرة صرخة شعب المساندة لغزة خالد ناصيف لـ"العربي الجديد" أن النشاط أمام مقر الوكالة في رام الله يأتي بالتزامن مع حراك في السويد، وبلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، وهولندا، وأستراليا، والولايات المتحدة، أمام مقرات الأمم المتحدة للمطالبة بوقف حصار هذه المؤسسة التي تمثل شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين.
ومن المنتظر كما أكدت دائرة شؤون اللاجئين الإعلان لاحقا عن مزيد من الحراك ضد قرار تعليق التمويل، والمطالبة بالحفاظ على وكالة الغوث ودورها.