محامية الأسير وليد دقة: تدهور كبير في صحته بعيادة سجن الرملة

27 مارس 2024
مظاهرة في بيت لحم للمطالبة بالإفراج عن الأسير المريض وليد دقة (وسام الهشلمون/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأسير الفلسطيني وليد دقة، البالغ من العمر 62 عامًا، يعاني من تدهور صحي ملحوظ بسبب سرطان النخاع الشوكي خلال عامه الأخير في السجون الإسرائيلية، مع تقارير عن حالته الصحية المتردية وضعف مناعته.
- وليد دقة واجه إهمالًا طبيًا وتأخيرًا في العلاج من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، رغم خضوعه لعدة إجراءات طبية منذ تشخيصه بالسرطان، مما يشكل خطرًا على حياته.
- قضية دقة تبرز ممارسات الإهمال الطبي المتعمد من قبل السلطات الإسرائيلية تجاه الأسرى الفلسطينيين، في انتهاك لحقوقهم الدولية، مع استمرار اعتقاله تعسفيًا بعد إنهاء محكوميته الفعلية.

أكّدت المحامية والناشطة الحقوقية في شؤون الأسرى نادية الدقة، تدهور الحالة الصحية للأسير الفلسطيني وليد دقة (62 عاماً) من باقة الغربية في الداخل الفلسطيني الذي دخل عامه الأخير في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت نادية دقة التي زارت الأسير وليد المصاب بسرطان النخاع الشوكي في عيادة سجن الرملة يوم 24 مارس/ آذار الجاري لـ"العربي الجديد": " تم إحضاره على كرسي متحرك، لقد بدا شخصاً مختلفاً تماماً، نحيل الجسم، ضعيف المناعة، خافت الصوت، عظام وجهه بارزة جداً جراء فقدان الوزن".

وأضافت: "لقد استصعب وليد حمل الهاتف بيده خلال لقائي به في غرفة الزيارات بالسجن، ورغم أنني أقوم بزيارات كثيرة للأسرى في سجون الاحتلال، إلا أن هذه الزيارة كانت الأصعب والأقسى".

ونقلت المحامية عن الأسير وليد قوله إنه مرّ بأيام عصيبة جداً جراء تدهور حالته الصحية، مشيرة إلى أن معنوياته مرتفعة رغم كل هذا.

وأوضحت أنها في الزيارة السابقة له بديسمبر/ كانون الأول، كان وضعه أفضل من الآن، وحضر على قدميه وكان يتنفس دون جرة أوكسجين، مؤكدة الحاجة الماسّة للتدخل لعلاجه حتى لا يتفاقم وضعه أكثر.

وشُخِّصَت إصابة الأسير وليد دقة بمرض سرطان النخاع الشوكي في ديسمبر/ كانون الأول 2022، ومنذ ذلك الحين خضع لعملية قسطرة واستئصال جزء من الرئة. وكان قد نُقل في 13 مارس/ آذار إلى مستشفى أساف هاروفيه بالرملة، بسبب تدهور حالته الصحية.

ووفقاً للمحامية، فإن إدارة سجون الاحتلال لم تسمح بزيارته إلا مرتين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أي منذ منعت مصلحة السجون الزيارات لعوائل الأسرى مع بداية الحرب.

وقالت: "كان يجب عليّ أن أنسق طلب زيارة الأسير مع إدارة السجون، هذه الإجراءات البيروقراطية عقّدت الأمور، والإدارة صارت تماطل، فتوجهت إلى المحكمة بطلبي بسبب حالته الصحية المُعقّدة".

وأضافت: "استطعت زيارته بتاريخ 28 ديسمبر بعد التوجه للمحكمة، ونسقت لزيارة ثانية لكن قبل موعدها بيومين نُقل إلى المستشفى مرة أخرى. وبقي فيها عشرة أيام، وعندها طلبت تنسيقاً جديداً لزيارته".

وبحسب المحامية، فقد شُخِّص وليد بحصى كبيرة في الكلى، ما أدى إلى إصابته بفشل كلوي، اضطر معه إلى تركيب أنبوب لإخراج البول قبل أن يزيله في الأسبوع الأخير، مشيرة إلى أن طبيب السجن سبق أن أكد حاجته إلى عملية لاستئصال الحصى، غير أن طبيب التخدير شدد على أن جسده لن يتحمل.

وتابعت: "في شهر فبراير/ شباط الماضي تفاقم وضعه الصحي وفقد الشهية، ونزل وزنه وصار يتقيأ، وذلك بسبب تفاقم مشكلة الكلى".

وبيّنت المحامية نادية الدقة، أن إزالة أنبوب القسطرة البولية جرت بطريقة غريبة كما روى لها الأسير قائلاً: "في طريق العودة من المستشفى إلى السجن، حاول السجانون الضغط عليّ وإجباري على القيام من الكرسي المتحرك لوحدي، وهو ما عجزت عنه، عندها رفعوني وحملوني بطريقة خاطئة، ما أدى إلى خروج الأنبوب من جسمي ومن ثمة أخذوني إلى السجن، وبعدها بساعات جاء طبيب لفحصي، ثم أعادوني إلى المستشفى باليوم نفسه مرة أخرى".

ونقلت عنه أيضاً أنه قبل أسبوع من زيارة 24 مارس الجاري، قال له الطبيب الجراح إنه يستطيع التعايش مع الحصى، وأن كليته عادت إلى العمل بشكل طبيعي، وتمت إزالة الأنبوب.

وأفادت "أخبرني وليد أنه بحاجة إلى ساعات نوم كثيرة، وسألني عن أحوال زوجته سناء سلامة وابنته ميلاد"، مشيرة إلى أنه يتوقع إنهاء هذه السنة كاملة في السجن دون أي بوادر للإفراج عنه قبلها.

وشددت المحامية والناشطة الحقوقية في شؤون الأسرى نادية الدقة، على أنه "في المجمل وضع الأسير الفلسطيني وليد دقة حساس جداً، وحالته مقلقة بالفعل، وأي تأخر في علاجه عبر زرع نخاع شوكي يشكل خطراً حقيقياً على حياته".

وألقت المحامية مسؤولية تدهور الحالة الصحية لوليد على سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات في انتهاك واضح لحقوقهم المكفولة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية في ما يتعلق بتلقي العلاج اللازم والرعاية الطبية، لافتة إلى أنها تقدمت بطلب لإدارة السجن للسماح لزوجته وابنته بزيارته.

يذكر أن الأسير دقة قد أنهى محكوميته الفعلية منذ 24 مارس/ آذار 2023، ولكنه لا يزال معتقلاً بشكل تعسُّفي، إثر إضافة سنتين إلى حكمه في عام 2018 بدعوى محاولته مساعدة الأسرى على الاتصال بعائلاتهم.

المساهمون