- مقاومة الميكروبات تسبب وفاة 1.27 مليون شخص سنوياً وتهدد الاقتصادات بخسائر تصل إلى 855 مليار دولار، مع التأكيد على أن الاستثمار في التدابير الوقائية يمكن أن يوفر عائدات كبيرة.
- دعوة لاتخاذ إجراءات جريئة وفورية لمكافحة مقاومة الميكروبات، بما في ذلك تخفيض عدد الوفيات بنسبة 10% بحلول 2030 وتقليل استهلاك المضادات الحيوية، مع التشديد على أهمية التعاون الدولي والاستثمار في البحث.
يتجاهل المسؤولون السياسيون الخطر المتزايد لمسألة مقاومة مضادات الميكروبات التي من الممكن أن تسبّب كارثة صحية وكذلك اقتصادية غير مسبوقتَين، بحسب ما حذّرت مجموعة القياديين العالمية المعنيّة بمقاومة مضادات الميكروبات (غلوبال ليدرز غروب أون أنتيميكروبيال ريزيستنس). يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية تحذّر من الاستخدام العشوائي للأدوية عموماً ولمضادات الميكروبات خصوصاً، وهي تنظّم في هذا السياق أسبوعاً عالمياً للتوعية بمضادات الميكروبات في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام.
ورأت المجموعة، في تقرير أخير، أنّ "العالم أمام فرصة للتحرّك بقوة وإلحاح أمام ما يتطلبه التهديد المتزايد لمقاومة مضادات الميكروبات". وتهدف المجموعة، من خلال تقريرها، إلى حضّ قادة العالم على التحرّك سريعاً، علماً أنّ من المفترض أن يتناقش هؤلاء في هذه القضية الصحية في نيويورك بتاريخ 26 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقد وصلت مقاومة مضادات الميكروبات، التي تشمل المضادات الحيوية ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات ومضادات الفيروسات، إلى مستويات كبيرة، وذلك نتيجة الاستخدام المكثّف لهذه المنتجات الدوائية التي تعالج البشر والحيوانات أو تُستخدَم في مجال الأغذية. وتشير المجموعة العالمية إلى أدلة متقاربة على أنّ "التغيّرات التي تحدث في البيئة بسبب أزمة المناخ تزيد من انتشار الأمراض المعدية، من قبيل الالتهابات التي يُحتمل أن تكون مقاومة للأدوية".
The new GLG data and recommendations call for UN Member States to seize the opportunity at the #UNGA HLM on #AMR and commit to implement bold and specific multisectoral actions to save lives & economies from the growing AMR crisis https://t.co/0YLtyoAhGD
— Global Leaders Group on AMR (@GLGAMR) April 5, 2024
خسائر كبيرة
وتتشكّل مقاومة مضادات الميكروبات، بحسب ما تشرح منظمة الصحة العالمية، عندما تطرأ تغيّرات على البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بمرور الزمن، فتصير غير مستجيبة للأدوية بعد ذلك، الأمر الذي يصعّب علاج الالتهابات ويزيد خطورة انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات. وتصير المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة بفعل مقاومة الأدوية، وتتزايد أكثر فأكثر صعوبة علاج الالتهابات أو يستحيل علاجها.
وتبيّن المجموعة، في تقريرها الأخير، أنّ مقاومة مضادات الميكروبات هي أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في مختلف أنحاء العالم، إذ تسبّب بوفاة 1.27 مليون شخص سنوياً، من بينهم وفاة واحدة بين كلّ خمسة أطفال دون الخامسة، خصوصاً في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وقد تؤدّي مقاومة مضادات الميكروبات عند خروجها عن السيطرة إلى تخفيض متوسّط العمر المتوقّع بمعدّل 1.8 عاماً بحلول عام 2035، كذلك قد تكبّد نفقات صحية غير مسبوقة وخسائر اقتصادية.
وفي غضون عقد من الزمن، سوف تكلّف مقاومة مضادات الميكروبات العالم 412 مليار دولار أميركي سنوياً على شكل نفقات على الرعاية الصحية الإضافية، و443 مليار دولار سنوياً على شكل خسائر في إنتاجية القوى العاملة، بحسب ما توضح دراسة تمحورت حول الأثر الاقتصادي أُعدّت بتكليف من مجموعة القياديين العالمية. تضيف الدراسة أنّ من المتوقّع أن تكلّف التدابير الفعّالة ضدّ هذه المسألة 46 مليار دولار سنوياً في المتوسط، في حين سوف تدرّ ما يصل إلى 13 دولاراً في مقابل كلّ دولار يُنفَق بحلول عام 2050.
مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات من المحلّي إلى العالمي
وفي هذا الإطار، تقول رئيسة مجموعة القياديين العالمية المعنيّة بمقاومة مضادات الميكروبات ميا أمور موتلي، وهي رئيسة وزراء بربادوس، إنّ "لدينا الأدوات اللازمة للتخفيف من أزمة مقاومة مضادات الميكروبات"، مضيفةً أنّ "البيانات تُنذر بمستقبل مدمِّر إذا لم تُتّخذ فوراً إجراءات تنطوي على شجاعة كبرى". وتشدّد على أنّ "الالتزام بمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات ينبغي أن يكون شخصياً ومحلياً ووطنياً وعالمياً".
وتقدّم المجموعة اقتراحات في ما يتعلق بجمع التمويل، خصوصاً من المؤسسات المالية الدولية، وسبل التغلّب على العقبات التي تعترض البحث عن أدوية جديدة فعّالة وتصنيعها. وقد وضعت أهدافاً عددية تعدّها الوسيلة الوحيدة لدفع مختلف الأطراف إلى التحرّك بصورة فعّالة. ومن بين هذه الأهداف التي يتعيّن تحقيقها بحلول عام 2030، تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات البكتيرية في مختلف أنحاء العالم بنسبة 10%، وضمان تخفيض الاستهلاك البشري للمضادات الحيوية من مجموعة يُطلق عليها اسم "أكسس" بنسبة 80% بحلول عام 2030.
وتتألف هذه المجموعة من مضادات حيوية مستخدمة لعلاج التهابات شائعة (مثل التهابات الأذن)، وتنطوي على مخاطر محدودة في ما يتعلق بإحداث مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
ومن بين الأهداف التي وضعتها مجموعة القياديين العالمية كذلك تخفيض كمية مضادات الميكروبات المستخدمة في النظام الغذائي الزراعي العالمي، بنسبة 30% إلى 50% مقارنةً بما يُعتمَد حالياً. إلى جانب ذلك، تقترح المجموعة أن يُصار، بحلول عام 2030، إلى وقف استخدام مضادات الميكروبات في الطب البشري والحيواني لأغراض طبية غير بيطرية، أو في الإنتاج النباتي وأنظمة الأغذية الزراعية لأغراض غير مرتبطة بالصحة النباتية.
(فرانس برس، العربي الجديد)