تتواصل معاناة النازحين في عموم مخيمات الشمال السوري مع موجة حرّ غير مسبوقة، تجاوزت إثرها درجات الحرارة المسجلة 40 درجة مئوية، في ظل افتقار المخيمات لوسائل التخفيف من الحرّ، والتعويل على المبادرات التي تطلقها المنظمات الإنسانية للتخفيف عنهم وعن أطفالهم بين الفينة والأخرى.
في السياق، أطلقت جمعية "الأيادي البيضاء"، اليوم الثلاثاء، حملة "برّد صيفهم" لتخفيف وطأة الحر على السكّان في مخيم الصابرين بريف إدلب الشمالي قرب مدينة الدانا. وأوضح مدير المخيم موسى بندر الحمدو خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن سكّان المخيم تلقوا المبادرة بالفرح نظرا لتخفيف الحرّ عنهم وعن أطفالهم، خاصة أنها شملت مجموعة نشاطات سباحة للأطفال وتوزيع البطيخ على نازحي المخيم.
وأوضح الحمدو أن المخيم أنشئ منذ إبريل/ نيسان في عام 2013، ويضم في الوقت الحالي 45 عائلة وهذه العوائل مهجّرة من قرية قصر أبو سمرة في الريف الشرقي لمحافظة حماة، لافتا إلى كون الخيام مهترئة للغاية وهي بحاجة إلى عوازل، إذ لم يتسلم السكّان في المخيم المساعدات طيلة الـ5 سنوات الماضية إلا 10 عوازل و50 بطانية، مناشدا الجهات الإنسانية مساعدة سكّان المخيم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون، مطالبا أيضا بمبادرات مماثلة لتخفيف الحرّ عن سكّان المخيم وخاصة الأطفال.
علي أبو كريم مدير المكتب الإعلامي في "جمعية الأيادي البيضاء" تحدّث لـ"العربي الجديد" عن الحملة وقال إنها استهدفت 250 طفلا و163 أسرة في مخيمات صابرون قرب مدينة الدانا، والنعيمية القريب من بلدة البردقلي إضافة لمخيم "نسيم الشام" قرب بلدة كللي، ضمن ريف إدلب الشمالي، وتضمنت الحملة نشاطات المسابح للأطفال وتوزيع المثلجات، إضافة لتوزيع البطيخ الأحمر على العوائل وترطيب الخيام وذلك اليوم الثلاثاء.
وقبل أيام أطلقت جمعية التعاون الخيرية، مبادرة توزيع قوالب المياه المجمدة على سكان المخيمات، سبقها في 19 يوليو/تموز الجاري حملة أطلقتها جمعية "عطاء للإغاثة الإنسانية" بهدف التخفيف من الحرّ عن النازحين في مخيمات شمال سورية، وتزامنت هذه المبادرات مع أخرى قادتها فرق تطوعية أيضا، للهدف نفسه في ظل الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة.
ويبلغ عدد المخيمات في منطقة شمال غرب سورية نحو 1873 مخيما، يعيش فيها أكثر من 2 مليون شخص، ويعاني سكّان المخيمات العشوائية، التي شيدت بجهود من النازحين من أوضاع سيئة للغاية، كون الخيام قديمة ومتضررة، أو مصنوعة من مواد تعرضت للتلف بسبب عوامل الطقس.
وبخصوص وسائل التبريد المتاحة وأهمية المبادرات الحالية للتخفيف من الحرّ، قال الناشط الإعلامي خضر العبيد لـ"العربي الجديد"، إن وسائل التخفيف من الحرّ ذاتها في معظم المخيمات، هي مراوح تعمل بالبطاريات، والعائلة النازحة في أفضل الأحوال تمتلك اثنتين منها، ومن وسائل تخفيف الحرّ في الوقت الحالي تبليل الملابس بالمياه، إضافة إلى رش المياه ضمن الخيمة بحال كانت إسمنتية، أو ضمن بيت من الطوب.
وتابع: "المبادرات للتخفيف من الحرّ مطلوبة في الوقت الحالي، خاصة تلك المتعلقة بالأطفال، ظروف العوائل النازحة سيئة للغاية والأطفال لا يوجد لديهم أي أماكن يذهبون لها للتخفيف من الحرّ كالمسابح".
وتضرب منطقة شمال غرب سورية منذ عدة أيام موجة حرّ تجاوزت معها درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، يتأثر بها سكّان المنطقة، وسكّان المخيمات الذين يعتمدون على البطاريات في تشغيل المراوح التي تخفف عنهم الحرارة.