تستمر حملات الإغاثة بأشكال مختلفة في سورية لصالح متضرري الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية، الأسبوع الماضي، ما بين التبرع بـ(نقوط) العرس، وبيع الشعر الطويل، وحصالات الأطفال، وبين التوجه بشكل فردي مع المال نحو أقصى الشمال السوري بعيداً عن الحواجز الأمنية التابعة للنظام السوري ومؤسساته الرسمية.
وتتواصل في محافظة السويداء جنوب سورية، الحملات الإغاثية لدعم المتضررين من الزلزال، وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي الدعوات للمساعدة العاجلة في المساهمة بإنقاذ المكوبين، ومساعدة الذين باتوا بلا مأوى، حيث نظمت محافظة السويداء بالتعاون مع جمعيات أهلية وتجار حملة من المواد الغذائية والبطانيات والأدوية وحليب الأطفال نحو الشمال. وعلى الجانب الآخر، كانت مبادرات علنية من بعض القرى والبلدات التي سيرت عدة مركبات مع متطوعين نحو الشمال، مثل بلدة القريا جنوب غرب السويداء، وقرية أم الزيتون.
وقال مصدر من قرية أم الزيتون لـ"العربي الجديد"، إن الأهالي تواصلوا مع أشخاص موثوقين في اللاذقية، الذين أكدوا بدورهم أنهم بحاجة "للخبز اليابس" حسب تعبيره، كناية على الحاجة الماسة لأي مساعدة من أي نوع، ولا مجال في هذه الظروف الكارثية لتبييض الوجوه حسب تعبيره، مشيرا إلى أن قافلة محملة بالأغذية والملابس توجهت نحو مدينة جبلة المنكوبة وتم توزيع موادها بحضور أحد أبناء المدينة.
في المقابل، تحركت الهيئات الدينية ممثلة بالهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، ودار الطائفة والكنائس والجامع الكبير لتنظيم حملات الإغاثة بالتعاون مع المجتمع المحلي والمغتربين في الولايات المتحدة الأميركية. وقد شملت الحملات المتتالية حتى اللحظة كلا من حلب واللاذقية وحماة وأشرف عليها الشيخ حكمت الهجري بوجود سبعين شاباً من المتطوعين الذين قرروا المساعدة بكل الوسائل الممكنة في حلب.مبادرات شبابية
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، استفسارات من المغتربين إلى الداخل تتحرى عن طريقة إرسال المال والمواد الإغاثية إلى إدلب وجنديرس، وتواصلوا مع عدد من الناشطين، في حين وجد عدد آخر من المغتربين طريقة للوقوف مع الشمال السوري من خلال التشبيك من الخارج مع ناشطين في المناطق المنكوبة.
مبادرات رمزية
فيما قامت مجموعة عائلة نتالي المكونة من 150 طفلاً بإقامة صلاة جماعية وأضاءت الشموع كرسالة تعزية ومحبة إلى كل أطفال سورية في كل مكان، والتبرع بمبلغ 10 ملايين من قبل أطفال مدينة شهبا إلى أطفال مدينة حلب. وجاء في الرسالة التي اطلع عليها "العربي الجديد": "نحن أيضاً معكم تحت الأنقاض، تحت أنقاض الخيبة والعجز، تحت أنقاض الخذلان والضعف والهوان، نعم نحن نختنق أيضاً ونشعر بالبرد يأكل أرواحنا والرعب يغزو قلوبنا بعيدون في الجغرافيا، لكن لا معنى للمسافات في لحظات الوجع. كلماتنا عاجزة ومشاعرنا ضائعة ودموعنا حائرة، واعذروا تقصيرنا وعجزنا".