إذا أعدت التفكير في مراحل حياتك، قد تتذكر بلا شك بعض الأوقات السعيدة، مثل الذهاب في رحلة عائلية، أو مقابلة شخص مهم، بالإضافة إلى الأوقات غير السعيدة مثل الإصابة بمرض خطير أو خسارة عمل. متى كنت سعيداً؟ تصعب الإجابة عن هذا السؤال بحسب مجلة "سايكولوجي توداي"، إذ إن السعادة المرتبطة بذاكرة معينة قد تتأثر بالعمر الذي نتذكرها فيه. على سبيل المثال، تعتبر فترة المراهقة صعبة وخصوصاً أن كل ما يحدث فيها يبدو بالغ الأهمية. لكن عندما تنظر إلى الوراء، قد لا تبدو الأوقات الصعبة سلبية كما كانت عند حدوثها.
وفي ورقة بحثية نشرت في مجلة Memory & Cognition بقلم تيريزا مارتن ونينا كيمبر وفلوريان شميدك وتيلمان هابرماس، طلب من المشاركين أن يرووا قصة حياتهم بعد تقسيمها إلى مراحل. وخلصت إلى أن ذكريات النساء بدت أقل إيجابية بشكل عام من الرجال في معظم الأعمار، باستثناء النساء في سن الأربعين. ومع التقدم في العمر، كان هناك اتجاه عام لدى الرجال والنساء لتذكر الأمور بإيجابية أقل مع التقدم في العمر. لذلك، كان لدى كبار السن ذكريات أقل إيجابية من البالغين الأصغر سناً.
وكان هناك ميل لأن تكون الذكريات المبكرة (خصوصاً في مرحلة المراهقة) أقل إيجابية من ذكريات أواخر سن المراهقة/ أوائل العشرينيات. وانخفضت الذكريات الإيجابية بعد سنوات المراهقة المتأخرة حتى سن الخمسين تقريباً، ثم كان هناك ميل إلى أن تصبح الذكريات أكثر إيجابية مرة أخرى. إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى أن الذكريات الإيجابية ظهرت لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب المتكرر والذين ليس لديهم تاريخ من الاكتئاب، وذلك بشكل تلقائي في أذهانهم عندما طُلب منهم التفكير في حدث إيجابي عن ماضيهم. كما بينت أن الذين عانوا من الاكتئاب في الماضي أعربوا عن مشاعر أقل سعادة لدى التفكير بالذكريات الإيجابية العفوية أو المتعمدة مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ اكتئاب. بالإضافة إلى ما سبق، فعندما تتبادر إلى الذهن الذكريات الإيجابية تلقائياً، تحدث الأشخاص الذين عانوا من الاكتئاب في الماضي عن مشاعر حزن الشديدة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالاكتئاب. في النتيجة، فإن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يشعرون بالحزن حين يستعيدون الذكريات السعيدة.