تُقدّم مزارع الشاي في مرتفعات كامرون هايلاندز الخضراء في ماليزيا مشهداً يقطع الأنفاس، لكنّ المزارعين الماليزيين يعانون الأمرَّين من جرّاء تفشّي فيروس كورونا الجديد في البلاد، بسبب نقص اليد العملة وغياب السيّاح. وتُعَدّ كامرون هايلاندز أحد المصايف الجبلية المتعددة التي أُنشئت في عهد الإمبراطورية البريطانية ليلجأ إليها المستعمرون في أثناء الحرّ الشديد. وهي تقع إلى شمال العاصمة كوالالمبور في ولاية باهانغ (دار المعمور) وتضمّ عدداً من مزارع الشاي، فضلاً عن أخرى تضمّ مزروعات لا يناسبها المناخ الحار.
يخبر رئيس جمعية أصحاب بساتين الخضروات في كامرون هايلاندز، تشاي كوك ليم: "أعمل في هذه المصلحة منذ 40 عاماً، وهذا الوباء أسوأ أزمة عايشتها في حياتي". ويرى أنّ المستهلك هو الخاسر الأكبر في نهاية المطاف، إذ إنّ "الإنتاج سيتراجع فيما ترتفع الأسعار".
وتعكس مزرعة "كامرون بهارات بلانتايشن" التي تضمّ 240 هكتاراً من مزارع الشاي الصعوبات التي تواجه القطاع برمته. فعدد السيّاح الذين يزورونها انخفض بشكل هائل، لذا اضطر القائمون عليها إلى إقفال متجرَين كانا يستقبلان الزائرين ويدرّان عائدات لا يُستهان بها. ويؤكد مدير المزرعة فرنسيس كزافييه، أنّ أكثر ما أثّر سلباً في أعماله، نقص اليد العاملة، فهذه المهام الشاقة لا تجذب الماليزيين. يُذكر أنّ العمّال يأتون عادة من الخارج، لكنّ القيود المفروضة على التنقّل بين الحدود تمنع حركة هؤلاء. يضيف كزافييه: "إذا لم يصبح عدد العمّال لدينا كافياً، فلن نتمكن من التقيّد بالجدول الزمني للإنتاج، وسيؤثّر ذلك حتماً بحجم أعمالنا". كذلك، لا بدّ من الاستعداد لفترة ما بعد الأزمة، عندما تزداد الطلبيات ويعود السيّاح.
وتشهد ماليزيا راهناً ازدياداً في عدد الإصابات بكوفيد-19 نتيجة تفشّي متحوّر دلتا الذي ظهر للمرّة الأولى في الهند. وقد فرضت الحكومة تدابير عزل جديدة على الصعيد الوطني في مطلع يونيو/ حزيران الماضي، ما وجّه ضربة موجعة إلى الاقتصاد. ويشتكي منتجو الخضروات والفراولة والورود في كامرون هايلاندز من انهيار الطلب وصعوبة توفير يد عاملة، فيما تزداد الأعباء عليهم، مع ارتفاع أسعار السماد على سبيل المثال.
(فرانس برس)