ناشد منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث المتحاربين على أراضي أوكرانيا الأوكرانيين، وخصوصاً الروس، "حماية المدنيين" وإتاحة المجال أمام المنظمة الأممية "للقيام بعملها"، وذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة "فرانس برس" اليوم الخميس. وقال غريفيث: "الآن بعدما توفّرت لدينا الموارد للقيام بهذه المهمة، نحتاج إلى أن يسمح لنا أطراف النزاع بذلك وأن يضطلعوا بمسؤولياتهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
وأشار غريفيث إلى أنّ الأمم المتحدة جمعت حتى الآن، خلال يومَين وبفضل سخاء المانحين، 1.5 مليار دولار أميركي من أصل 1.7 مليار طُلبت كمساعدات طارئة. وفي حين يستفيد مئات آلاف اللاجئين الهاربين من المعارك من موجة تضامن غير مسبوقة في البلدان التي تستقبلهم، يحتاج من بقي من الأوكرانيين في بلدهم إلى مساعدات عاجلة. ومن أصل المبلغ الإجمالي المطلوب جمعه، من المقرّر تخصيص 1.1 مليار دولار لمساعدة الأوكرانيين في بلدهم، فيما يُخصَّص المبلغ المتبقي للذين لجأوا إلى دول أخرى.
وأعرب غريفيث عن قلقه إزاء العنف الذي "يزداد حدّة" والمعارك التي تتركّز في المناطق الحضرية. وتحدّث عن "انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي، لأنّ ثمّة هجمات على البنى التحتية المدنية، وهو أمر يحظره القانون، كما أنّ العاملين في المجال الإنساني يواجهون مشكلات في تحرّكاتهم تحول دون تقديمهم المساعدة، وهذا الأمر أيضا يحظره القانون".
وكرّر غريفيث الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أجل وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أنّ طواقم الأمم المتحدة للمساعدات بقيت في أوكرانيا، ولكنها انتقلت إلى "مناطق أكثر أماناً". أضاف: "نحن معتادون على العمل في بلد يشهد حرباً وفي فترات العنف، ولهذا السبب نحتاج إلى تأمين الحماية للعاملين الأمميين في المجال الإنساني".
وتابع غريفيث: "نعمل مع الجانبَين، بما في ذلك روسيا الاتحادية، منذ بدء هذه العملية (...) من أجل ضمان إتمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن"، مشيراً إلى أنّ أوكرانيا كما روسيا التي شنت الهجوم قدّمتا ضمانات. لكنّ غريفيث أكّد أنّ الضمانات وحدها لا تكفي، موضحاً أنّ "ما نحتاج إليه هو مسار. (...) يجب أن نكون قادرين على إبلاغ كلّ من الجانبَين بوجهة أيّ قافلة وبالطريق التي ستسلكها وبالتوقيت وبماهية المساعدات التي تتضمنها وبعدد أفرادها".
وأكمل غريفيث: "نعمل على إدخال شحنات إلى غربي أوكرانيا من بلدان مجاورة، خصوصاً بولندا". وشدّد على أن الهدف هو إنشاء مراكز في الأنحاء "التي نعتقد أن النزاع فيها سيكون أكثر حدّة، وبالتالي ستكون الاحتياجات أكثر إلحاحاً".
تجدر الإشارة إلى أنّ تركّز المعارك في مناطق حضرية يلحق أضراراً بالبنى التحتية المدنية (شبكات توزيع المياه والكهرباء...). وبحسب غريفيث، بات أكثر من 100 ألف شخص محرومين من التدفئة في العاصمة. وسوف يُصار إلى إنشاء مراكز لتوفير الطعام، وتتولى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) توفير احتياجات الأطفال والأغذية ومياه الشرب، فيما تولّى برنامج الأغذية العالمي نقل حصص غذائية من الإمارات إلى بولندا تمهيدا لإدخالها إلى مناطق النزاع. وتعتزم الأمم المتحدة استخدام القطارات التي لم تتعطّل بعد من أجل نقل مساعداتها إلى شرقي أوكرانيا والجبهات، بما في ذلك العاصمة كييف.
(فرانس برس)