ماذا سيفعل الغزيون فور بدء الهدنة؟

22 نوفمبر 2023
دمار في رفح (عبد الرحيم خطيب/ الأناضول)
+ الخط -

فور الإعلان عن قرب موعد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، بدأ الأهالي يستعدون للقيام بأمور عدة مع توقف الغارات الجوية والقصف المدفعي المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. يتأهب المواطن طارق الرياطي، وهو من سكان مدينة رفح، للذهاب إلى منزل عائلته الذي قصف للبحث عن جثامين بعض أفراد العائلة، بمشاركة طواقم من الدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ في حي الجنينة، شرق مدينة رفح. يقول لـ"العربي الجديد": "طواقم الإنقاذ والدفاع المدني لم يكن لديها الوقت للبحث عن المتبقين تحت الركام، وخصوصاً في ظل الحاجة إلى آليات ثقيلة لرفع الركام وذلك على مدى أيام، بالتزامن مع انشغال الطواقم الطبية مع الحالات الطارئة. لا بد أن تكون هناك تهدئة من أجل رفع كل الركام والوصول إلى الجثامين"، ويشير إلى أن الأيام والليالي تمر عليهم بثقلٍ لا يمكن تحمّله في ظل بقاء بعض من أفراد عائلته وجثامينهم تحت الركام، بعد تعرض منزلهم للقصف قبل أسبوعين، ما أدى لاستشهاد 28 شخصاً من سكان البيت، غالبيتهم من النساء والأطفال، على الرغم من أن المنزل موجود ضمن المناطق التي زعم الاحتلال أنها آمنة في جنوب قطاع غزة.
وأعلنت دولة قطر، الأربعاء، نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة الأميركية بين إسرائيل وحركة حماس، وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية، مضيفةً أنه "سيتم الإعلان عن توقيت بدئها (الهدنة الإنسانية) خلال 24 ساعة وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد".

وأشارت إلى أن الاتفاق يشمل "تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن تتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق". وستسمح الهدنة الإنسانية "بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية"، مؤكدة استمرار دولة قطر بمساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين.
ويقول المواطن أحمد جربوع في حديثه لـ"العربي الجديد": "منذ أسابيع ننتظر وصول الهدنة إلى هذه المرحلة من التنفيذ، بعد تكرار الحديث عن تهدئة دون وصولها إلى هذه المرحلة، ما أصاب المواطنين بانتكاسة أكثر من مرة، إلا أننا أعددنا جدولاً لقضاء أيام الهدنة الأربعة، في ظل تراكم الالتزامات والاحتياجات لكل مواطن في قطاع غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية منذ 48 يوماً على التوالي، من دون أي ساعة هدوء طوال تلك الفترة".

المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة قبل الهدنة كانت ضئيلة (عابد زقوت/ الأناضول)
المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة قبل الهدنة كانت ضئيلة (عابد زقوت/ الأناضول)

يضيف جربوع، الذي يقطن في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، أن لديه في منزله أكثر من عائلة نازحة من شمال القطاع، وهناك حاجة كبير للمواد الأساسية، والمياه، وغيرها من المستلزمات، ولم يتمكن من توفيرها بالشكل المطلوب والكافي مع استمرار القصف الإسرائيلي، وسيسعى إلى توفير كميات أكبر من المياه، من خلال نقلها عبر عربات تجرها الحيوانات من محطات المياه التي ستعمل خلال التهدئة، بعد توفير الوقود اللازم لها.
وينص اتفاق التهدئة على دخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة، في ظل الحاجة الماسة للمواد الغذائية والوقود والغاز والمياه، واكتظاظ عشرات آلاف المواطنين في جنوب قطاع غزة، بعد أمر التهجير القسري الذي أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق شمال غزة مع بداية التوغل البري قبل عدة أسابيع.

من جهته، ينتظر المزارع أحمد أبو دقة، من سكان المنطقة الشرقية لمدينة خانيونس، أن تدق ساعة الصفر من أجل الانطلاق نحو أرضه الزراعية القريبة من الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي لجني ثمار الزيتون عن الأشجار، بعد فوات أوانها بأكثر من 20 يوماً، ما أدى إلى فساد كميات كبيرة منها، في ظل القصف الإسرائيلي للمزارعين والأراضي الزراعية في كل المناطق الشرقية لقطاع غزة. 
يقول أبو دقة: "الأرض اشتاقت لأهلها والأشجار ذبلت بما عليها بسبب القصف الإسرائيلي الذي أصاب أجزاء كبيرة منها، وعدم السماح لنا بالوصول إليها لريّها خلال أيام الحرب منذ أكثر من شهر ونصف، فارتباطنا بالأرض وشجرها أكبر من عدوان الاحتلال وجبروته، ولا مشكلة لدينا في المخاطرة من أجل الوصول إليها على أطراف الحدود مع أراضينا المحتلة عام 1948 والتي يوجد عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي".

المساهمون