دعت مؤسسات الأسرى الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في إسناد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين سيبدأ ألف منهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام الخميس، الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، كما دعت لتحويل فعاليات الإسناد إلى ثورة شعبية تتناسب مع ثورة الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وجاء ذلك على هامش مؤتمر صحافي عقدته أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، الذي عُقد خلال الاعتصام الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكشف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن إدارة سجون الاحتلال طلبت بالأمس من الأسرى، خلال جلسة حوار، تأجيل خطوة الإضراب إلى شهرين أو ثلاثة أشهر وتذرعت، بحسب أبو بكر، بأن الوقت غير مناسب بسبب أجواء الانتخابات الإسرائيلية الحالية.
وقال أبو بكر إن الأسرى رفضوا ذلك الطلب، وهم عازمون على خوض الإضراب بعد تجاهل إدارة السجون الخطوات التي قاموا بها خلال الفترة الماضية والمتمثلة بإرجاع وجبات طعام والاعتصام بالغرف والساحات؛ وقد بدأ الأسرى أمس، بحسب رئيس هيئة الأسرى، بحل الأطر التي تتفاوض مع إدارة السجون، تحضيراً لبدء إضراب ألف أسير في بداية سبتمبر.
وأكد أبو بكر أن خطوة حل الهيئات التفاوضية تعني أن لا أحد سيمثل الأسرى أمام إدارة السجون بما في ذلك المتحدثون باسم الأقسام والغرف، ما يعني أن على إدارة السجون التعامل مع كل أسير على حدة، وهو ما يعتبر إشكالية للإدارة.
ودعا رئيس نادي الأسير قدورة فارس الفلسطينيين للعمل على إنجاح معركة الأسرى وتقصير مدتها من خلال التفاعل معها وإسنادها، قائلاً "نحن أمام استحقاق وطني ديني أخلاقي إنساني؛ الأسرى حسموا أمرهم وسيدخلون الإضراب بعد أقل من 48 ساعة، وهم اتحدوا من خلال تشكيل إطار وحدوي يقود المعركة، وعلينا في خارج السجون استلهام هذا القرار الطليعي".
وأطلق فارس نداء وجهه لكل الفلسطينيين: "نحن من يقرر مدى هذه المعركة، فإن انخرطنا فيها من البداية فستكون فترتها قصيرة ونجاحها مضمون"، داعياً إلى عدم الاستخفاف والقول إن الحركة الشعبية لا أثر لها، أو الاعتقاد أن الأسرى وحدهم يستطيعون النجاح، كما دعا الفصائل الفلسطينية لإصدار بيانات واضحة فيها تعليمات لكوادرها للمشاركة في إسناد الأسرى، لتكون المسيرات بالآلاف.
واعتبر فارس أن ما يجري في السجون ثورة بكل معنى الكلمة تستوجب ثورة شعبية في الخارج، وطالب الحكومة بإصدار بيانات حول المعركة، كما طالب بعقد اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأن تكون هذه المعركة على رأس الأولويات.
وأعلن فارس أن عمداء الأسرى نائل البرغوثي وكريم يونس سيشاركان في الإضراب، وأن يونس (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح)، أصر على المشاركة في الإضراب رغم قرب الإفراج عنه كون انتهاء محكوميته سيكون خلال أشهر قليلة، رغم مطالبات الأسرى له بعدم الانضمام للإضراب.
وقال مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية حلمي الأعرج لـ"العربي الجديد"، إن يومين فقط يفصلان عن إضراب الأسرى ما لم تتراجع إدارة السجون خلال هذه المدة القصيرة ومن خلفها حكومة الاحتلال، عن الإجراءات القمعية التي تنصلت بموجبها من ورقة تفاهم مع الأسرى، معتبراً أن الإضراب المزمع إطلاقه استراتيجي ومصيري.
وأضاف الأعرج أن الاحتلال يحاول كسر الإضراب كسلاح من أسلحة الحركة الوطنية الأسيرة، ولذلك يتجاهل حالة الأسير خليل العواودة المضرب عن الطعام منذ ستة أشهر.
وأكد رئيس هيئة الأسرى أبو بكر أن مطالب الإضراب التي صاغتها اللجنة التي تضم كافة الفصائل تشمل نقاطاً عديدة، أهمها ما يتعلق بعقوبات الاحتلال وسحب الإنجازات منهم، وإنهاء عزل عشرات الأسرى وعلى رأسهم أسرى نفق الحرية، والسماح للأسرى بالزيارات، وخاصة أهالي غزة، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التي يفرضها الاحتلال وتوسع في استخدامها ليصل عدد الإداريين لأكثر من 700 بعد أن كان 500 في بداية العام الجاري، وتوفير العلاج للأسرى المرضى بأمراض مزمنة والأمراض الأخرى لضمان عدم تفاقهما إلى أمراض مزمنة.
واعتبر رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن ما يحدث في السجون فيه رائحة السياسة الإسرائيلية النتنة، حيث إن عددا من ضباط السجون كان قد تم تعيينهم من بنيامين نتنياهو وحزب الليكود، وهذا الحزب معني خلال الانتخابات الحالية بإظهار فشل الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هناك عملية تحريض على الأسرى، وأن الأحزاب الإسرائيلية تتصارع في ساحات السجون، والحكومة الإسرائيلية الحالية في المقابل تريد إثبات أنها لا تتنازل وتقتل وتقمع.
وأعلن رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان قرب نشر برنامج وطني لإسناد الأسرى في كافة المحافظات بشكل موحد يعكس توحد الأسرى في السجون، حيث ستقام الخميس، الساعة العاشرة صباحا، خيام اعتصام في مراكز المدن لتنطلق منها المسيرات الشعبية الجماهيرية نصرة للأسرى.