مؤتمر القرآن والعلم الدولي يبدأ أعماله في طهران

19 مايو 2024
من مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران، إيران، 19 مايو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انطلق مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران بمشاركة علماء من إيران و11 دولة، يهدف لاستكشاف العلاقة بين القرآن والعلوم المختلفة مثل الطبيعية والطبية، بمشاركة 120 عالمًا ومفكرًا.
- يناقش المؤتمر محاور مثل "عظمة الطبيعة" و"دور القرآن في العلم"، ويسعى لإظهار عقلانية القرآن والرد على مزاعم التعارض بين العلم والقرآن، مع التخطيط لإنشاء "المركز البحثي للعلم والإلهام من القرآن".
- تضمن المؤتمر رسالة من آية الله عبد الله جوادي آملي حول العلاقة بين القرآن والعلم، وأكد رئيس جامعة طهران على أهمية البحث في التواصل بين تعاليم القرآن والنظريات العلمية، مع التأكيد على تحقيق تقدم نحو عقلانية تتوافق مع الإنسانية.

انطلقت أعمال مؤتمر القرآن والعلم الدولي في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الأحد، بمشاركة علماء ومفكّرين من إيران ومن 11 دولة أخرى، إلى جانب كبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية. ويُعَدّ المؤتمر الذي يُعقَد على مدى يومَين، اليوم الأحد وغداً الاثنين، الأوّل من نوعه، وتشارك في تنظيمه مؤسسات إيرانية أكاديمية وعلمية في مركزية جامعة طهران الدولية التي تستضيفه. وفيما افتُتح المؤتمر بكلمات لرئيس جامعة طهران محمد مقيمي والأمين العلمي للمؤتمر علي أكبر موسوي والأمين التنفيذي للمؤتمر يحيى بوذري نجاد، من المتوقّع أن يشارك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ختامه غداً ويلقي كلمة فيه.

يقول عميد كلية الإلهيات في جامعة طهران محمود واعظي، عضو مجلس تخطيط مؤتمر القرآن والعلم الدولي، لـ"العربي الجديد" في هذا الإطار إنّ المؤتمر يهدف إلى "مناقشة العلاقة ما بين القرآن ومختلف العلوم"، معدّداً "العلوم الطبيعية والتجريبية والطبية والهندسية وعلوم الحياة والعلوم الأساسية". ويشير إلى أنّ 120 عالماً ومفكّراً وباحثاً ومتخصصاً في هذه المجالات العلمية يشاركون في هذا المؤتمر، من بينهم 33 عالماً أكاديمياً من 11 دولة. أضاف واعظي أنّ محاور مناقشات المؤتمرين التخصصية هي "عظمة الطبيعة" و"الغائية في الطبيعة" و"دور القرآن في العلم" و"العلم والإلهام من القرآن" و"القرآن والشبهات العلمية" و"القرآن والعلم والتقنيات الحديثة" و"القرآن والعقلانية والقيم الأخلاقية" و"العلم والحكمة القرآنية".

الصورة
مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران 2 - إيران - 19 مايو 2024 (العربي الجديد)
من الحضور في مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران، إيران، 19 مايو 2024 (العربي الجديد)

وبعد الجلسة الافتتاحية، صباح اليوم، وإلقاء محاضرات عدّة، راحت تُعقَد الجلسات التخصصية الخمس في كليات تابعة لجامعة طهران، يستعرض فيها العلماء إنجازاتهم العلمية. ويشرح واعظي أنّ الجلسات تأتي تحت عناوين "القرآن والعلوم الأساسية" و"القرآن وعلوم الحياة" و"القرآن والعلوم البينيّة" و"القرآن والعلوم الصحية" و"القرآن والعلوم الاجتماعية". ويشير واعظي إلى أنّ ندوات تحضيرية سبقت تنظيم مؤتمر القرآن والعلم الدولي، وذلك في عدد من الجامعات الإيرانية في الأشهر الماضية، كانت الأخيرة منها في جامعة طهران في مارس/آذار الماضي، بحضور باحثين في العلوم القرآنية وشخصيات علمية من تخصّصات مختلفة.

ويوضح عضو مجلس تخطيط مؤتمر القرآن والعلم الدولي، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أنّ هذا المؤتمر يهدف كذلك إلى إظهار عقلانية القرآن وإنسانيته وعالميته، وإثبات العلاقة الوثيقة ما بين العلم والقرآن، والردّ على مزاعم بخصوص التعارض ما بين العلم والقرآن. ويشدّد واعظي على أنّ القرآن ليس حكراً على فئة محدّدة تتناوله وتفسّر آياته، مضيفاً أنّ هذا المؤتمر يُعقَد لكي يتحدّث فيه الأطباء والمهندسون والكيميائيون وعلماء الأحياء وغيرهم عن القرآن وما يتضمّنه من اكتشافات وأسرار علمية، إلى جانب مفسّرين للقرآن وباحثين في العلوم القرآنية. ويلفت واعظي إلى أنّ المؤتمر سوف ينتهي إلى إنشاء "المركز البحثي للعلم والإلهام من القرآن".

الصورة
مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران 3 - إيران - 19 مايو 2024 (العربي الجديد)
من الحضور في مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران، إيران، 19 مايو 2024 (العربي الجديد)

في مستهلّ مؤتمر القرآن والعلم الدولي، عُرضت رسالة مصوّرة للمرجع الديني الإيراني المعروف آية الله عبد الله جوادي آملي، شدّد فيها على "العلاقة الوثيقة غير القابلة للانقطاع ما بين القرآن والعلم"، مشيراً إلى أنّ القرآن كتاب عالمي نزل للعالميّين ويحتوي على مضامين علمية. وركّز جوادي آملي، في كلمته، على البعد الروحي للإنسان، داعياً إلى فهم مقاصد العلم وحقيقته. وشرح أنّ العلم لا يعني صناعة أدوات القتل والدمار مثلما يحدث في قطاع غزة ولا إشعال حربَين عالميّتَين أولى وثانية، بل العلم هو ما يرقى بروح الإنسان، إذ إنّ الروح تمثّل حياته الأبدية بعد زوال البدن إثر الوفاة.

من جهته، قال رئيس مؤتمر القرآن والعلم الدولي محمد مقيمي، رئيس جامعة طهران، إنّ المؤتمرين سوف يبحثون في إيجاد آليات للتواصل والارتباط ما بين التعاليم والآيات القرآنية وبين المفاهيم والنظريات العلمية، مبيّناً "نحن نسعى كذلك إلى بحث التحديات والعقبات أمام تبيان هذه العلاقة ما بين القرآن والعلم في البيئات الأكاديمية". وأوضح مقيمي أنّ الآيات الإلهية تنقسم إلى قسمَين، الأولى آيات مدوّنة في القرآن والثانية آيات في الكون والطبيعة، وهما مما يكمّل أحدهما الآخر وبينهما علاقة وثيقة، لافتاً إلى أنّه قلّما نُظر إلى الآيات المرئية في الطبيعة، علماً أنّ الاهتمام بها لا يشبه الاهتمام بالآيات المدوّنة في القرآن. وتابع  رئيس مؤتمر القرآن والعلم الدولي: "نحن نسعى إلى حثّ العلماء والباحثين في مختلف العلوم إلى مراجعة القرآن والاهتمام بآياته والاطلاع على أسرارها العلمية، حتى يتمكّنوا من الاعتماد على القرآن مصدراً في بناء نظرياتهم وفرضياتهم العلمية"، مشدّداً على "وجوب عدم تجنّب ذلك".

الصورة
مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران 4 - إيران - 19 مايو 2024 (العربي الجديد)
من الحضور في مؤتمر القرآن والعلم الدولي في طهران، إيران، 19 مايو 2024 (العربي الجديد)

في سياق متصل، أفادت أمينة لجنة التعليم والتربية في المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران جميلة سادات علم الهدى، عقيلة الرئيس الإيراني، التي تُعَدّ صاحبة فكرة مؤتمر القرآن والعلم الدولي، في كلمة لها، بأنّ المؤتمر يشقّ طريقاً للتحرّر من العقلانية المنكفئة على ذاتها وغير الأخلاقية والمسبّبة للعنف، معبّرةً عن أملها بأن يفتح المؤتمر أفقاً للتوصّل إلى عقلانية حقيقية تليق بالإنسان وتحقّق مزيداً من الرخاء والهدوء للإنسان، وإلى إعمار الأرض فتضمن بقاء الطبيعة والحفاظ على البيئة والنسل وعلوّ المجتمع وإقامة العدل والترابط بين المجتمعات البشرية ونشر السلام وإنهاء الحروب وإراقة الدماء.

وفي إطار مؤتمر القرآن والعلم الدولي الذي يُعقَد اليوم الأحد وغداً الثلاثاء في طهران، وصف رئيس الجامعة الإسلامية الحرّة في إيران محمد مهدي طهرانجي العلاقة ما بين العلم والدين بأنّها "موضوع مهم جداً". ورأى أنّ القرآن أصبح مهجوراً في الأوساط العلمية، ولا يُصار إلى الاهتمام به مثلما ينبغي. وهذا المؤتمر يمثّل فرصة للحديث عن القرآن والظواهر الطبيعية. أضاف طهرانجي أنّ القرآن يخاطب العلماء في مختلف المجالات، من علوم الطب والأحياء والكيمياء والفيزياء بآياته، مشدّداً على أنّ "القرآن في الدرجة الأولى كتاب الهداية، لكنّه في الوقت نفسه يضرب أمثلة دقيقة من الظواهر الطبيعية في خلال الموعظة والدروس الأخلاقية". وانتقد رئيس الجامعة الإسلامية الحرّة في إيران الحديث عن أنّ العلم يفسّر كل شيء ويفصله، داعياً إلى التواصل ما بين العلماء من مختلف العلوم والباحثين في المجال القرآني، مؤكداً أنّ القرآن يتناول علم الظواهر بحسب ما يبدو واضحاً في أمثلة كثيرة يضربها في هذا المجال.

بدوره، أوضح القائم بأعمال معهد إيران للعلوم علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، أنّ "كلماتنا ومحاضراتنا في مؤتمر القرآن والعلم الدولي تنطلق من كوننا مؤمنين بالقرآن"، مضيفاً "لا نريد أن نقيّم القرآن بالعلم، بل نريد أن نستعرض بناءً عليه الإنجازات العلمية وما وصل إليه العلم". وتابع صالحي، وهو كذلك عالم فيزياء نووي ترأس لسنوات منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، "إذا أردنا أن نقيس ونقيّم بعض المنتجات العلمية بالقرآن، فربّما لا تكون تلك المنتجات دقيقة وتُنقَض لاحقاً. لكنّ هذا يعود إلى حدود فهمنا وإدراكنا وليس لأنّ القرآن قد أخطأ". وشدّد بدوره على أن "لا تعارض ما بين العلم والقرآن الذي يساعدنا كثيراً في فهم العلوم، فهو يعبّد طريق العلم واكتسابه أمامنا"، ذاكراً أمثلة قرآنية عن الظواهر الطبيعية، من قبيل اختلاف الليل والنهار وطلوع الشمس وغروبها وآيات الخلقة وغيرها.