تجاوز عدد المهاجرين السريين الذين اعتقلوا في إطار حملة قمع ليبية غير مسبوقة، خمسة آلاف شخص، من بينهم مئات الأطفال والنساء، بحسب ما أفادت أخيراً الأمم المتحدة التي لفتت إلى أنّ المداهمات أسفرت عن مقتل مهاجر بالرصاص وإصابة 15 آخرين في أقلّ تقدير. وكانت تلك الحملة قد بدأت يوم الجمعة الماضي، في حيّ قرقريش غربي البلاد الذي يُعرف كذلك باسم حيّ الأندلس، وهو مركز رئيسي للمهاجرين في الدولة الواقعة شمالي أفريقيا. وأظهرت الحصيلة التي كشفت عنها بيانات الأمم المتحدة، أنّ عملية الاعتقال شملت 215 طفلاً وأكثر من 540 امرأة، علماً أنّ من بين هؤلاء الأخيرات 30 حاملاً على أقلّ تقدير.
وقد وصفت السلطات الليبية حملة القمع تلك بأنّها "عملية أمنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات". لكنّ وزارة الداخلية التي قادت المداهمات لم تشر إلى اعتقال أيّ من مهرّبي البشر. وتجدر الإشارة إلى أنّ ليبيا تُعَدّ نقطة عبور للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط الذين يأملون في الحصول على حياة أفضل في أوروبا.
STATEMENT of the UN Assistant Secretary-General Resident and Humanitarian Coordinator for Libya, Georgette Gagnon:
— UNSMIL (@UNSMILibya) October 2, 2021
UN extremely concerned about reports of Killing and Excessive Use of Force against Migrants and Asylum Seekers in Gargaresh, Tripoli
👇👇👇https://t.co/y4kM3mVWoW
وتعليقاً على الحملة التي شنّتها السلطات الليبية، انتقدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية في ليبيا جورجيت غانيون الحملة التي تعرّض فيها "مهاجرون عزّل" إلى الضرب وإطلاق النار في مساكنهم. وفي هذا الإطار، أظهر تقرير للمنظمة الدولية للهجرة أنّ 5152 مهاجراً سرياً اعتقلوا في المداهمات منذ يوم الجمعة الماضي. وقد ذكر التقرير أنّ هذه الأرقام قد تتزايد مع استمرار الحملة القمعية.
ويقول ناشطون حقوقيون إنّ المعتقلات التي زُجّ فيها المهاجرون مليئة بالانتهاكات. وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد ذكرت في يونيو/ حزيران الماضي أنّ حراس شارع الزاوية، حيث يقع أحد مراكز الاحتجاز، اعتدوا جنسياً على مهاجرات صوماليات شابات.
من جهتها، لفتت مديرة مناصرة ليبيا في المجلس النرويجي للاجئين في ليبيا، ألكسندرا سايه، إلى أنّ اللاجئين والمهاجرين في أجزاء مختلفة من ليبيا يخافون من مغادرة منازلهم خوفاً من الاعتقال. أضافت أنّ "الناس مرعوبون جداً"، مؤكدة أنّ "هذا في الحقيقة دعوة إلى التنبّه إلى الوضع المزري السائد في ليبيا بالنسبة إلى المهاجرين واللاجئين، ويجب على المجتمع الدولي تعزيز الجهود لمواجهته".
(أسوشييتد برس)