ليبيا: حملة تطعيم ضد شلل الأطفال مع تزايد المهاجرين

26 نوفمبر 2024
قللت ظروف التهجير قدرة أسر ليبية على الوصول إلى تطعيمات (محمد شلش/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت وزارة الصحة في ليبيا حملات تطعيم شاملة للأطفال ضد شلل الأطفال استجابة لزيادة الحالات في أفريقيا وتدفق المهاجرين، مع التركيز على أهمية التلقيح ضد أمراض أخرى مثل الحصبة.
- تواجه ليبيا تحديات بسبب تزايد عدد المهاجرين، حيث تم إرسال فرق صحية لتطعيم الأطفال في مراكز الإيواء، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل طرابلس وبنغازي.
- تعاني مراكز الإيواء من نقص في الإمكانيات، مما يستدعي إشراك المنظمات الدولية، مع التأكيد على أهمية نظام إلكتروني لتسجيل وتحديث سجلات التطعيم.

بدأت وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حملات شاملة لتطعيم الأطفال بجرعات تعزيزية ضد شلل الأطفال من أجل حمايتهم من المرض. وكشف مدير البرنامج الوطني للتطعيمات، سالم شنيشح، عن ارتفاع في إصابات شلل الأطفال في عدد من الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن تزايد عدد المهاجرين الذين قدموا من هذه الدول يرفع مخاوف تفشي المرض في ليبيا.
وأكد شنيشح خلو ليبيا من مرض شلل الأطفال منذ عام 1992، لكنه اعتبر أن ارتفاع أرقام الإصابة بأمراض أخرى تتطلب حملة تلقيح ضدها، ومن بينها الحصبة والحصبة الألمانية، لذا تقرر إعطاء جرعات وقاية ضد هذه الأمراض والتطعيم ضد شلل الأطفال.
وبينما تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 700 ألف مهاجر يقيمون حالياً في ليبيا، أكثر من نصفهم سرّيون، أرسلت وزارة الصحة فرقاً صحية متحركة مزودة بكل التجهيزات الى مراكز إيواء المهاجرين السرّيين من أجل إعطاء جرعات تطعيم للأطفال المرافقين لأسر المهاجرين. وأكدت أن هذه الفرق ستزور ما يمكن من مراكز الإيواء.
ويقول محمد الحاسي، وهو ممرض مرافق للفرق الصحية التي تستهدف مراكز الإيواء، لـ"العربي الجديد"، إن "الفرق تستهدف أكبر عدد من المهاجرين السرّيين وأولئك الشرعيين في أماكن تجمعاتهم بهدف إعطاء أطفالهم جرعات اللقاح ضد شلل الأطفال".
ويُبدي الحاسي قلقه من تزايد المهاجرين الذين يشكلون مصدراً محتملاً لنقل الأمراض المعدية، بما في ذلك شلل الأطفال، خصوصاً أن وجود المهاجرين يتركز في مناطق ومدن ليبيا الأكثر كثافة بالسكان مثل العاصمة طرابلس وبنغازي ومصراتة وغيرها.
ويعد لقاح شلل الأطفال من اللقاحات الأساسية التي يتلقاها الطفل في ليبيا في وقت مبكر من حياته، لكن الظروف التي سادت في سنوات الفوضى الأخيرة قلصت قدرة الأسر على الوصول الى هذه التطعيمات بسبب ظروف التهجير والنزوح، وعجز السلطات عن توفير اللقاحات الأساسية طوال أكثر من سنة. من هنا يؤكد الحاسي أن الحملة الحالية جاءت لتعويض النقص خلال السنوات الماضية، وتغطية كل شريحة الأطفال، خاصة في المناطق الأكثر عرضة لخطر، كما يشدد على أهمية حملات التطعيم داخل مراكز إيواء المهاجرين.

يعتبر الليبيون المهاجرين مصدراً محتملاً لنقل الأمراض المعدية (محمود تركية/ فرانس برس)
يعتبر الليبيون المهاجرين مصدراً محتملاً لنقل الأمراض المعدية (محمود تركية/فرانس برس)

ويتحدث الحاسي عن أن غالبية مراكز إيواء المهاجرين التي زارها تفتقر الى الإمكانيات والمرافق الصحية اللازمة، وأيضاً من سوء الخدمات الصحية، ما يجعلها بؤراً لتفشي الأمراض ويعقد أوضاعها، ومن بينها شلل الأطفال، ما يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية في شكل عاجل.
ويدعو الحاسي الى "إشراك المنظمات الدولية والجهات الحكومية الصحية خاصة في الدول الأوروبية في تدابير مواجهة تفشي الأمراض الخطرة بين المهاجرين الذين يشكلون في ظل أوضاعهم الصحية الحالية تهديداً لدول عدة يقصدونها في رحلاتهم عبر ليبيا، ويجب أن تدعم الدول حملات التطعيم الحالية في ليبيا".
من جهته، يؤكد طبيب الأطفال زين الدين بركان ضرورة إطلاق منظومة إلكترونية في مراكز الإيواء من أجل تسجيل الأطفال مسبقاً في حملات التطعيم، "فهذه خطوة أساسية لضمان تلقي الأطفال اللقاحات في الوقت المحدد".
ويشرح بركان لـ"العربي الجديد"، أهمية وجود سجلات تطعيم للأطفال وتحديثها بشكل دوري لضمان تلقي الجرعات الصحيحة في الموعد المناسب. ويوضح أن "التسجيل يجب أن يشمل الأطفال في مراكز إيواء المهاجرين السرّيين، والمناطق التي يتركز فيها سكن المهاجرين الذين دخلوا البلاد بطريقة شرعية، خصوصاً في المناطق النائية جنوب ليبيا المحاذية للحدود مع السودان".

وفي حديث سابق مع "العربي الجديد" قالت الناشطة أسماء القايد، وهي مهتمة بملف النازحين والمهاجرين، إن أكثرية المهجرين من السودان الذين دخلوا ليبيا في وضع صحي مجهول. وقالت: "إنقاذ أرواح هؤلاء النازحين واجب إنساني، وضروري لتجنيب ليبيا أزمة صحية ووبائية قد تتفجر في أي وقت". 
وفي مطلع العام الحالي، شكلت بلدية الكفرة غرفة طوارئ صحية تولت تنسيق الجهود والزيارات التي نفذتها فرق الطوارئ والإسعاف والدعم التابعة لوزارتي الصحة في حكومتي طرابلس وبنغازي، وكان آخرها زيارة مسؤولين في حكومة بنغازي بحثوا تقديم دعم علاج مهجرين سودانيين من مرض ملتحمة العين الذي تفشى بينهم.
وأخذت فرق مركز طب المناطق الحارة عينات من مادة الصديد في عيون بعض من ظهرت عليهم أعراض ملتحمة العين لإجراء التحاليل اللازمة من أجل تحديد نوع الميكروب الجرثومي المسبب للمرض.

المساهمون