تسيطر حالة من الحذر والترقب على الأوضاع في مدن شرق ليبيا، إزاء إمكانية وصول امتدادات العاصفة "دانيال" خلال اليوم الأحد وغداً الاثنين.
وعلى الرغم من حركة السير البطيئة في طرقات مدينتي درنة وبنغازي، اللتين تركزت فيهما الإجراءات الأمنية الحكومية، إلا أن الحذر يسيطر على سكان المدينتين، فيما لا تزال أغلب المحال التجارية مغلقة، وسط توقّف كامل في المدارس والأعمال الحكومية بالمدينتين.
وتزامنت تلك الإجراءات بعد أنباء بثتها وسائل إعلام محلية، ونشرة للمركز الوطني للأرصاد الجوية، حول احتمالية وصول امتدادات العاصفة دانيال إلى سواحل شرق ليبيا، مع إمكانية ارتفاع أمواج البحر إلى مستوى قد يصل إلى 4 أمتار، مع تزايد سرعة الرياح إلى مستويات عالية.
وكانت مراكز رصد جوية توقعت مرور العاصفة على أحياء شمال بنغازي نحو الثالثة من صباح الأحد، ولم يسفر ارتفاع قوة الرياح خلال الساعات الماضية عن أي أضرار في مدينة بنغازي، باستثناء سقوط بعض الأشجار وسط المدينة، فيما لم تشهد درنة أي آثار زيادة في قوة الرياح.
وحتى الآن، لم تعلن الحكومة في شرق البلاد عما إذا كانت المخاوف من وصول العاصفة مستمرة أم لا، رغم تواصل حالة الحذر في بنغازي ودرنة، وتوالي إعلانات بلديات المدن المجاورة عن استعدادها لاستقبال النازحين من المدينتين في حال وصول العاصفة.
وليل أمس السبت، أعلن وزير الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب، عصام أبوزريبة، عن جاهزية الوزارة التامة لحدوث أي طارئ جراء مرور العاصفة "دانيال" في المنطقة الشرقية، موضحا جملة إجراءات اتخذتها وزارته لمواجهة العاصفة خلال اليومين المقبلين.
ووفقا لوزير الداخلية، فقد شكّلت وزارته غرف طوارئ داخل المديريات بالتنسيق مع عمداء البلديات والأجهزة الأمنية والخدمية والصحية، ورفع درجة الاستعداد القصوى خلال يومي الأحد والاثنين، وحظر التجول تزامنا مع مرور العاصفة وهطول الأمطار بغزارة.
وأفاد الوزير بتكليف مديري الأمن بدراسة سريعة للأماكن القريبة من السيول والمنخفضة، وإخلائها من السكان والحيوانات، ونقلها إلى أماكن قريبة وآمنة منها، داعيا المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن أي طارئ.
ومن جانبه، أعلن وزير الصحة في حكومة مجلس النواب، عثمان عبد الجليل، عن فرض حالة الطوارئ في قطاع الصحة خلال اليومين المقبلين، موضحا أن وزارته اتخذت جملة من التدابير، لمواجهة العاصفة "دانيال"، شملت الاتفاق على تأكيد ضرورة تفقّد مخازن الأدوية ومولدات الكهرباء ومنظومات الأكسجين، ونقلها إلى مناطق آمنة، وأيضا نقل المرضى إلى أماكن آمنة.
توقف الدراسة وتجهيز الملاجئ
وبالتزامن، أعلنت مراقبات التعليم التابعة لوزارة التعليم في حكومة مجلس النواب في بنغازي ودرنة وطبرق والبيضاء، عن توقف الدراسة في كافة مدارسها، في حين فتحت مديرات الأمن في هذه المدن بعض المدارس كملاجئ في حال ارتفاع مخاطر العاصفة.
كما أخلت فرق مديريات أمن بنغازي ودرنة المنازل القريبة من ساحل البحر وطالبت سكانها بمغادرتها، تحسبا لإمكانية ارتفاع مستوى أمواج البحر، وفرضت حظر تجول ليلي في المناطق الساحلية.
من جانبه، أوقف مطار بنينا في بنغازي كافة الرحلات للمطار تحسبا لأي طارئ.
وساد الحذر مخافة وصول العاصفة إلى مناطق الساحل الليبي، خصوصا وأن عددا من مدن الغرب الليبي شهدت هطول كميات كبيرة من الأمطار تسببت في سد الطرقات وتوقف الحركة في بعض الأحياء، في العاصمة طرابلس ومصراته، ما دفع بعض مراقبات التعليم إلى الإعلان عن توقف الدراسة اليوم الأحد.
لمعرفة أحوال الطقس في بلدك ودرجة الحرارة، تابعنا هنا