استمع إلى الملخص
- أشار المفتش التربوي خليفة بن ناصر إلى أن تكرار الأخطاء يعكس عدم جدية الوزارة، مؤكدًا على أهمية مراجعة الأسئلة وضمان تطابقها مع المناهج، مشيدًا بجهود المركز الوطني للامتحانات.
- يعاني الطلاب وأولياء الأمور من صعوبة الأسئلة وطولها، مطالبين بتحسين العملية التعليمية وأداء المعلمين، مع التركيز على الوضع النفسي للطلاب وتوفير احتياجاتهم الضرورية.
أعلنت وزارة التعليم في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا أخيراً مجموعة إجراءات استباقية خاصة بباقي مراحل العام الدراسي الحالي، من بينها دراسة أسئلة الامتحانات النصفية والنهائية للسنوات السابقة، تمهيداً لتجنّب أخطاء الصياغة فيها، وتضمينها في مناهج مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية الخاصة بالسنوات المقبلة.
وشدد المركز على ضرورة إخضاع الأسئلة المعدة لمراجعة دقيقة ومحكمة كي تتماشى مع المستوى الدراسي لجميع التلاميذ، ووضع زمن مخصص للإجابة عن كل سؤال من أجل ضمان أن يتناسب مع زمن الامتحان.
ودار جدل واسع خلال السنة الماضية والسنوات التي سبقتها في شأن أخطاء ارتكبها معدو أسئلة الامتحانات، وأحدها يتعلق بالسيرة النبوية، وقدمت وزارة التعليم اعتذاراً في شأنه، وأخرى في الطباعة، ثم قررت منح درجات هذه الأسئلة بالكامل لطلاب المدارس.
ويؤكد المفتش التربوي خليفة بن ناصر لـ"العربي الجديد"، أن أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية العام الماضي تضمنت ستة أخطاء في مادة الكيمياء، ومثلها في مادة اللغة والأدب، وخطأين في الفيزياء وأربعة في الإحصاء، ومثلها في الرياضيات، أما في اللغة الإنكليزية، فكانت أخطاء الصياغات كبيرة.
ويعتبر بن ناصر أن "حصول أخطاء وتكررها على امتداد سنوات عدة يظهر عدم جدية الوزارة في المتابعة، علماً أن هذه الأخطاء كانت تحصل في مسودات أسئلة الامتحانات خلال العقود الماضية قبل أن يصححها المراجعون في إطار مراحل عدة من عملية إعداد الأسئلة. في العادة تحصل مراجعات لغوية وأخرى في الصياغة، وأيضاً مراجعات في منهج التدقيق في صلاحية الأسئلة، ودرجة ملاءمتها مستويات الطلاب، ومطابقتها بمضمون المنهج".
يتابع: "لا يُقصد الخطأ في الأسئلة الإملاء والطباعة فقط، بل عدم تطابق مضمونها مع المقرر الدراسي. وكثير من الأسئلة تحيّر الطلاب الذين أجروا الامتحانات، في توفير أجوبة لها لأنها لم تكن ضمن المناهج، وهذا دليل على أن من كتبوا الأسئلة لم يقرأوا تفاصيل المقرر المنهجي، بل اكتفوا بالاطلاع عليه". لكنه يثني على بدء المركز الوطني للامتحانات دراسة أخطاء أسئلة امتحانات السنوات الماضية.
ويعتبر عمر المالح، وهو ولي أمر طالب في الشهادة الإعدادية، أن الخطوة تصحّح إجراءات وقرارات كثيرة تصدرها السلطات من دون أن تخضع لدراسة مثالية ووافية.
ويقول لـ"العربي الجديد" إن ابنه عانى من أن الأسئلة الكثيرة والطويلة، ومن تحوير بعضها خلال الامتحانات في شكل رسومات بيانية أو هندسية، ما أصابه بإرباك، على غرار الكثير من زملائه، وجعلهم في حيرة ويواجهون تحدياً فعلياً أمام الوقت المخصص للإجابة ولملمة المعلومات وتصوّر السؤال من خلال الرسوم والأشكال". يضيف: "طريقة تظليل الجواب التي اعتمدتها الوزارة أخيراً لكل إجابات الأسئلة من دون أي مقدمات، كان من المفيد جداً أن يتدرب عليها الطلاب سنوات كي ينتقلوا من الإجابة المقالية الى إجابات التظليل".
من جهتها، تطالب روان حميدة، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، بضرورة تنظيم العملية التعليمية، وتقول لـ"العربي الجديد" إن "تراجع أداء الكثير من المعلمين والمدارس جعل مؤسسات تعليمية تعتمد طريقة الأسئلة الاسترشادية التي نضطر مع ضعفها إلى الاستعانة بكتب المساعدة، ثم تأتي أسئلة الامتحانات كأنها غريبة عما درسناه".
وبالعودة إلى بن ناصر، يذكر أن الهواجس الخاصة بنوعية الأسئلة تقلق الطلاب وتجعلهم يدخلون الامتحانات في حالة خوف. وكلما خرجوا محبطين من امتحان، زاد خوفهم من الامتحانات التالية". يضيف: "الاستعداد مسبقاً لأخطاء أسئلة الامتحانات أمر في غاية الأهمية، لكن ما يغيب عن أذهان المسؤولين، الوضع النفسي للطلاب. العام الماضي طاولت إجراءات الحملة الواسعة لمحاربة الغش العديد من الطلاب، فيما كان الأولى الالتفات إلى حالة الطلاب المحبطين والمرتبكين تحديداً بسبب حيرتهم من أساليب الإجابة عن الأسئلة".
ويحث بن ناصر السلطات على وضع خطط دقيقة لإعادة النظر في كثير من الإجراءات الخاصة بالعملية التعليمية، وتصويبها بما يتماشى مع أوضاع الطلاب، والاهتمام بمعالجة سوء أداء المعلمين الذي يؤثر كثيراً في الحصاد التعليمي، وأيضاً أوضاع الطلاب أنفسهم والمؤسسات التعليمية. ويطالب أيضاً بتوافر الاحتياجات الضرورية للطلاب والمعلمين".