لفتا الفلسطينية شاهدة على النكبة

19 نوفمبر 2015
تسعى إسرائيل لمحو لفتا من الذاكرة (صورة من الإنترنت)
+ الخط -
اظهر الملخص
- لفتا، قرية فلسطينية كنعانية شمال غرب القدس، احتلت عام 1948، وتشتهر بمعالمها التاريخية مثل المسجد والمدرسة وعين الماء، حيث كانت موطنًا لثلاثة آلاف نسمة قبل النكبة.
- الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتهويد لفتا وتحويلها لمستعمرة، مع محاولات لتسجيلها كموقع تراثي يهودي في اليونسكو، مما يهدد هويتها الفلسطينية.
- أهالي لفتا، بدعم من جامعة الدول العربية، يصرون على حماية القرية من الطمس، مؤكدين حقهم في العودة والحفاظ على تراثها الفلسطيني.
لفتا قرية فلسطينيّة احتلتها المليشيات الصهيونية عام 1948، تقع شمال غرب مدينة القدس المحتلّة، سمّيت بهذا الاسم لأنّها تلتفت لمدينة القدس، فهي لا تبعد عنها سوى كيلومترين وتعتبر بوابتها الغربيّة.

تعد لفتا قرية كنعانيّة إذ مرّ منها الرومان والبيزنطّيون، كان عدد سكّانها قبل النّكبة ثلاثة آلاف نسمة، يقيمون في أكثر من ستّمائة بيت، وكانت مساحة أرض لفتا تمتدّ على أكثر من اثني عشر ألف دونم، إلا أن هذه المساحة سرعان ما سُلبت وصودرت من خلال عملية تطهير مخطّط لأهلها. أمّا أهمّ معالمها فهو المسجد، والمدرسة الّتي بنيت عام 1929. شيدت مباني القرية بطراز معماري خاصّ. وعين الماء، النّبع الّتي ارتوى منها كل أهالي لفتا. "أنا من لفتا ولي ذكريات ولن أتنازل عن حقّنا بالعودة" هذا ما قاله الباحث النّاطق باسم أهالي القرية يعقوب عودة ابن قرية لفتا الّذي عاش فيها قبل احتلالها، ردّا على محاولات إسرائيل لتسجيل القرية كموقع تراثي يهوديّ باليونيسكو.

يؤكّد عودة أنّ أهل القرية هجروا منها، وسكن اليهود الشّرقيون البلدة من بداية الخمسينيات حتّى أوائل السّتينيات، ليكمل الاحتلال مصادرة الأراضي عام 1968، ويتمّ الإعلان عن مشروع عام 2008 لبناء ألفي وحدة للمستوطنين فيها. تُعرب النّاشطة الميدانيّة ابنة القرية أمل عبيدي (الجيل الثّالث) الّتي لم تعش في القرية، عن رغبتها بالعودة للقرية وتقول "ترعرعت على حبّ لفتا دون أن أسكنها وهي تسكننا أينما كنّا" وتشرح عبيدي عن النّشاطات الّتي يقوم بها أبناء القرية من أجل الحفاظ على هويّتها العربيّة، فهم يقومون بتنظيف القرية على الدّوام وكذلك العمل على إحياء الذّاكرة من خلال تجميع الأهالي حول منازلهم، كما أنّه مؤخّرا أقيم حفل زفاف لأحد أبنائها على أراضي القرية.

لا يزال الاحتلال يستهدف بلدة لفتا في كلّ مخطّطاته ويعمل على تهويد القرية وتحويلها إلى مستعمرة استيطانيّة مجرّدة من هويّتها الفلسطينيّة. حيث تهدف المخطّطات الاسرائيليّة الأخيرة إلى محو وإبادة القرية التّراثيّة وذلك ببيع أراضي القرية بالمزاد العلنيّ، وتسجيلها في لائحة التراث العالميّ في منظمة اليونسكو على أنها موقع تراثيّ إسرائيليّ، تمهيدًا لمحوها من الذّاكرة الفلسطينيّة. وردًا على هذه المحاولة أكّد أهالي قرية لفتا وأصدروا بيانًا جاء فيه تمسّكهم بحماية قرية لفتا من مخططات الطّمس والابادة، لتبقى لفتا شاهدًا على النكبة، وواقفة للتاريخ وللأجيال من بعدهم لذا أكّدوا تمسّكهم بالحقّ في تسجيل لفتا وحمايتها من بطش الاحتلال ومخطّطاته في سجلّ الموروث الثقافيّ العالميّ اليونسكو بهويّتها الفلسطينيّة العربية.

وبدورها، دعت جامعة الدول العربيّة المجتمع الدولي ومنظّمات المجتمع المدنيّ للتحرّك الفوريّ للحيلولة دون تنفيذ المخطّط التهويديّ لقرية لفتا المقدسيّة وتزوير الحقائق التاريخيّة بشأنها. وطالبت الجامعة بضرورة تشكيل لجنة تقصّي حقائق من قبل الخبراء الدوليين، لمعرفة ما يجري على الأرض من حقيقة الاعتداءات والانتهاكات على المعالم الأثريّة، من أجل حماية التراث الثّقافيّ لمدينة القدس.

(فلسطين)

اقرأ أيضاً: عن جدوى الاشتباك

المساهمون