غرق ثلاثة أطفال من اللاجئين السوريّين في لبنان، يوم الجمعة، في مجرى مائي غمرته الأمطار والسيول، شرق سهل القاع (محافظة بعلبك الهرمل)، بينهم شقيقان هما أحمد حسين جمعة ويوسف حسين جمعة، وابن خالتهما أحمد محمد الأحمد.
الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، نُقلت جثثهم إلى مستشفى الهرمل الحكومي بواسطة الدفاع المدني اللبناني، بعد عمليات بحث قام بها عناصر من الجيش اللبناني ومديرية المخابرات بمساعدة بلدية القاع التي استقدمت جرّافة، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية). وقد بوشرت التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث.
وفي اتصالٍ لـ"العربي الجديد"، أوضح أحد جيران الأطفال، اللاجئ السوري هزّاع النعيمي، أنّ "حسين، والد الشقيقين اللّذين يبلغان من العمر 9 و10 سنوات، توفي العام الماضي، ولم يبقَ لوالدتهما سوى شقيقهما الأكبر الذي يقارب عمره 12 سنة. كما أنّ ابن خالتهم وحيد لأهله، ويتيم الأب بدوره". ووفق روايته، فإنّ "الأطفال الثلاثة كانوا يقصدون الدكان وتوقّفوا للّعب عند المجرى المائي الذي نطلق عليه تسمية "مجرى سيل"، بمعنى أنه للسيول والأمطار. والأرجح أنّهم إمّا ساروا على حافّة المجرى أو أنّ أحدهم مشى على الحافّة وانزلق، قبل أن يلحق به الاثنان، فكان أن لقوا حتفهم جميعاً للأسف".
من جهته، استنكر رئيس بلدية القاع، بشير مطر، الحادثة الأليمة، وقال لـ"العربي الجديد": "نتقدّم بالعزاء الشديد لذوي الأطفال. إنّها حادثة قضاء وقدر ولا يمكن تحميل أيّ جهة المسؤولية، فالجميع معرّض لها". وأضاف: "كان الأطفال يلعبون بجانب مجرى السيل الذي يتحوّل شتاءً إلى ما يشبه الوادي أو البركة، عندما تشتدّ الأمطار والسيول، ويصل إلى عمق يقارب المترين. وللأسف، شهدنا اليوم غرق هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في مخيمات في سهل القاع، تبعد نحو 500 متر عن المجرى المذكور".
وكشف أنّ "أحد الأطفال صرخ مستنجداً، فكان أن تدخّلنا كبلدية وسارع الجميع من أهالٍ ولاجئين ومزارعين وأجهزة أمنية، لانتشالهم. وكان الدفاع المدني ينوي الاستعانة بالغطّاسين، لكن للأسف كان موتهم أسرع، ولم يتمكّنوا من النجاة، فغرقوا في مياه الوحل والسيول القوية". وأشار مطر إلى أنّ "سهل القاع عبارة عن منطقة مشاريع زراعية، تضمّ نحو 30 ألف لاجئ سوري".