لبنان: توقيف طلاب ندّدوا بمؤسسة ألمانية "صهيونية" تضامناً مع غزة

20 ديسمبر 2023
من تحرّك "الاتحاد الطلابي العام في لبنان" ضدّ مؤسسة "كونراد أديناور" (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت مجموعة طالبية في لبنان عن توقيف عدد من الطلاب الناشطين في صفوفها للتحقيق معهم، على خلفيّة تعبير هؤلاء سلمياً عن رأيهم في خلال مشاركتهم في حفل برنامج "وجهة نظر" الذي ترعاه مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية وتموّله. وفي وقت لاحق، أُخلي سبيل المنتمين إلى الاتحاد الطلابي العام في لبنان الذين شاركوا في التحرّك الاحتجاجي الذي أتى كذلك تضامناً مع قطاع غزة.

وكان حرم كلية العلوم الاجتماعية في جامعة القديس يوسف في بيروت قد استضاف، برعاية البرلمان اللبناني، حفل تخريج دفعة من المدرّبين في مجال مناظرات السياسات العامة، وذلك في إطار برنامج يديره مركز "سمارت" وتموّله مؤسسة "كونراد أديناور" التي تحمل اسم المستشار المؤسس لجمهورية ألمانيا الاتحادية، علماً أنّ لدى المؤسسة مكتباً إقليمياً في لبنان، تحديداً في العاصمة بيروت، وآخر في مدينة القدس المحتلة.

وأفاد الاتحاد الطلابي العام في لبنان بأنّ "الأمن في جامعة القديس يوسف احتجز الطلاب المعنيين بعد أن رفعوا شعارات مندّدةً بالصهيونية وبدعم الحكومة الألمانية عسكرياً ودبلوماسياً للاحتلال ومتضامنةً مع مأساة الفلسطينيين والغزيين"، موضحاً أنّ ذلك أتى اعتراضاً على ما تقوم به المؤسسة "ورفضاً لحصر الحريات الأكاديمية بتلك التي تحدّدها سياسات التمويل، خصوصاً تلك الداعمة للاحتلال". وقد أكّد أنّ الاتحاد أنّ مؤسسة "كونراد أديناور" تتباهى بدعمها للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة.

وقد تواصل "العربي الجديد" مع مشاركين في تحرّك يوم أمس، من بين المنتمين إلى الاتحاد الطلابي العام في لبنان، أوضحوا أنّ "طلاباً اعترضوا الحفل، حصراً في خلال كلمة ممثلة المؤسسة الألمانية، وأطلقوا شعارات ضدّها، وذلك بهدف كشف سياساتها للحضور إذ إنّها صهيونية وتدعم الاحتلال علناً". أضاف هؤلاء الطلاب أنّ "نيّتهم كانت تسجيل موقف والمغادرة بعد ذلك، لكنّهم فوجئوا عند خروجهم باحتجازهم من قبل أمن الجامعة والتهجّم عليهم بالضرب ومصادرة اللافتة التي كانوا يحملونها وكذلك هواتفهم الخلوية".

ولفت المشاركون في التحرّك الذين تحدّثوا إلى "العربي الجديد" إلى أنّ "المؤسسة الألمانية فسخت العقد مع مركز سمارت الذي عمد القائمون عليه بدورهم إلى التقدّم بدعوى ضدّ الطلاب، إذ إنّ التعبير السلمي تسبّب في خسائر فادحة لهم".

وتابع هؤلاء إلى الطلاب الموقوفيم "أُحيلوا إلى التحقيق في مخفر الأشرفية (شرقي بيروت) والذي استمرّ لنحو خمس ساعات، قبل تركهم"، مؤكّدين "الاعتداء عليهم". وشرحوا أنّهم "تعرّضوا للإهانات والدفع والاحتجاز، على الرغم من أنّ تعبيرهم كان سلمياً"، مبيّنين أنّهم "عمدوا إلى توكيل محامٍ لتولّي متابعة قضيتهم ورفع دعوى ضدّ مديرة مركز سمارت".

طلاب لبنان في تحرّكات داعمة لقطاع غزة

في سياق متصل، نشر الطلاب مواقف سابقة كانت قد أطلقتها المؤسسة الألمانية، خصوصاً بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تاريخ عملية "طوفان الأقصى" وشنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شدّدت فيها على وقوفها إلى جانب إسرائيل ودعمها حقّها في الدفاع عن نفسها، بالإضافة إلى أنّها وصفت حركة حماس بأنّها تنظيم إرهابي، مشيرة إلى أنّ أمن إسرائيل يصبّ في مصلحة الدولة الألمانية.

وقد حاول "العربي الجديد" الحصول على ردّ جامعة القديس يوسف في بيروت حول ما حصل، لكنّ مصدراً في الجامعة اكتفى بالقول إنّ لا علاقة لها بمؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية وإنّها استضافت الحدث برعاية مجلس النواب اللبناني، بالإضافة إلى أنّها ليست الجهة التي أحالت الطلاب إلى التحقيق إنّما مركز "سمارت" هو الذي ادّعى عليهم.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التحرّك ليس الأوّل لطلاب لبنانيين مؤيّدين للقضية الفلسطينية وداعمين لأهالي قطاع غزة، فقد عمدت مجموعات طالبية عدّة إلى الاعتراض على ندوات جامعية أو نشاطات تشارك فيها مؤسسات أو جمعيات داعمة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي. كذلك نجحت مجموعة من الشبّان، بعد اعتصام نفّذته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إلغاء ندوة للباحث الأميركي أليك وولن في الجامعة الأميركية في بيروت على خلفيّة وصفه بأنّه "باحث صهيوني".

المساهمون