لبنان: تلاميذ يتوجّهون إلى المدرسة على ظهور حمير بسبب كلفة النقل الباهظة

24 أكتوبر 2021
مشهد يعكس حجم تردّي الأوضاع المعيشية في البلاد (يوتيوب)
+ الخط -

انتشر في لبنان، اليوم الأحد، تسجيل فيديو يظهر استخدام الحمير كوسيلة نقل للتلاميذ، بسبب ارتفاع كلفة المواصلات.

ووصف ناشطون المشهد بأنّه يعكس حجم تردّي الأوضاع المعيشية في البلاد، والواقع الذي وصل إليه اللبنانيون في ظلّ الانهيار الاقتصادي والمعيشي. وقد حمّل هؤلاء الناشطون المسؤولية إلى السياسيين.

وأظهر تسجيل الفيديو رجلين يمتطيان حمارَين في منطقة البقاع شرقي البلاد، وبرفقتهما خمسة أطفال في طريقهم إلى المدرسة، قبل أن يستوقفهما أحد الأشخاص ويسألهما عن ظروفهما. ولم يُعرّف الرجلان عن اسمَيهما، إلا أنّ أحدهما قال إنّهما مضطرّان إلى نقل أبنائهما إلى المدرسة على الحمير، لأنّ بدل النقل بالحافلة صار باهظاً بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وقيمته نحو مليون ليرة لبنانية عن كلّ تلميذ.

يُذكر أنّ مليون ليرة لبنانية تساوي نحو 660 دولاراً أميركياً بحسب سعر الصرف الرسمي (1515 ليرة للدولار الواحد)، فيما تساوي نحو 50 دولاراً بحسب سعر صرف السوق الموازية (نحو 20 ألف ليرة للدولار الواحد).

وأضاف الرجل نفسه: "عدنا 100 عام إلى الوراء، وها نحن نستخدم الدواب (...) الحمد لله على أيّ حال". لكنّ الإشارة تجدر إلى أنّه في مناطق جبلية نائية، ما زالت عائلات تعمد إلى الحمير في تنقّلاتها، بعيداً عن الأزمة التي يمرّ بها لبنان أخيراً.

وكلفة النقل في لبنان ارتفعت إلى مستوى غير مسبوق، سواء أكان ذلك متعلّقاً بالسيارات الخاصة أو بوسائل النقل العمومية، كالحافلات وغيرها، على أثر رفع أسعار المحروقات أكثر من 12 ضعفاً في غضون عام واحد.

وكان سعر صفيحة البنزين الواحدة، التي تساوي 20 لتراً يبلغ في سبتمبر/ أيلول 2020 نحو 25 ألف ليرة (نحو 16 دولاراً بحسب الصرف الرسمي)، أمّا اليوم فقد  تخطّى 300 ألف ليرة (نحو 200 دولار)، بعد تخفيف الحكومة دعم استيراد الوقود تدريجياً، وانهيار أسعار صرف الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الأميركي.

قضايا وناس
التحديثات الحية

أمّا سعر صفيحة المازوت (الديزل)، فوصلت إلى 270 ألف ليرة لبنانية (نحو 180 دولاراً بحسب الصرف الرسمي) بعدما كانت تبلغ قبل نحو عام 15 ألف ليرة تقريباً (نحو 10 دولارات).

بدوره، شكا الرجل الآخر من الانهيار المعيشي الكبير الذي يعاني منه اللبنانيون، وناشد "دول العالم بالنظر إلى حال اللبنانيين وأطفالهم". أضاف: "لا نستطيع إيصال أبنائنا إلى المدرسة إلا عبر الدواب"، متسائلاً: "ماذا سنفعل في موسم الشتاء والأمطار؟".

(العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون