شعر سكان لبنان بهزة أرضية هي الأقوى منذ سنوات، ما اضطرّ بعض المواطنين إلى إخلاء منازلهم والنزول إلى الشارع. وامتدت الهزة التي شعر بها اللبنانيون عند الساعة الثالثة وعشرين دقيقة فجراً بتوقيت بيروت، لحوالي أربعين ثانية، تبعتها هزات ارتدادية.
وضرب زلزال بقوة 7.8 درجات تركيا، ليل الأحد الاثنين، وشعر به سكان دول عدة من بينها سورية ولبنان ومصر والعراق.
ولم يصدر أي بيان رسمي حول وقوع أي إصابات بشرية من جراء الهزة أو تسجَّل أضرار مادية جسيمة، وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أضراراً مادية لحقت ببعض المحال التجارية والمتاجر الكبرى والمستشفيات.
وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، بأن قوة الهزة التي ضربت لبنان بلغت 4.8 درجات على مقياس ريختر، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالي 160 كم، وشعر بها سكان لبنان، وخصوصاً في المناطق الساحلية الشمالية.
من جهته، أعلن وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي حالة طوارئ بلدي، مطالباً باستنفار كوادر البلديات واتحادات البلديات والقائمقامين، وإجراء مسح بالأضرار الناتجة عن الهزة الأرضية التي ضربت لبنان.
ونفى مولوي الأخبار المتداولة عن سقوط مبانٍ، سواء في الشمال أو بيروت، مؤكداً أن الأضرار حتى الساعة هي سقوط حائط في منطقة برج حمود، وأضرار محدودة في أماكن أخرى، مشيراً إلى أنه ما من أضرار بشرية، واقتصار الأضرار على الماديات، داعياً إلى إخلاء المباني القديمة التي تعاني من تصدعات.
ملف ترميم الأبنية المتصدعة
وأكد رئيس بلدية طرابلس شمال لبنان، أحمد قمر الدين لـ"العربي الجديد": "أرسلنا فرق الهندسة إلى المناطق للكشف عليها، لا سيما الأحياء القديمة، ولحد الساعة لم تسجل أية أضرار مادية جسيمة، أو ترد إلينا شكاوى بذلك".
ولفت قمر الدين إلى أن هناك بين 50 إلى 60 شقة سكنية وضعها دقيق، وتحتاج إلى ترميم، وظهر ذلك بناء على حملة مسح للمباني جرت في السابق، طاولت تقريباً 70 في المائة منها، ولكن لم تُرمم تلك الأبنية المتصدعة، في ظل عدم وجود تمويل مادي لإجراء العملية.
وأشار قمر الدين إلى أن الهزة التي ضربت لبنان، أعادت إلى الواجهة هذا الملف، وأهمية متابعته، وضرورة تأمين التمويل اللازم للترميم، لافتاً إلى أن أساسات الأبنية متينة، ولذلك لم نشهد انهيارات، ولكن نظراً لعدم القيام بالصيانة المطلوبة، فإنه مثلاً عند الشتاء يحصل تسرب للمياه في السقف، ما يؤدي إلى تصدي الحديد، ويعرض السقف للانهيار مع الوقت، لذلك واجب علينا التحرك استباقياً.
من جهته، أكد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر لـ"العربي الجديد"، أنه لم تسجل أية أضرار مادية بفعل الهزة الأرضية التي أتت خفيفة بعض الشيء على صعيد المنطقة.
وعقد اليوم اجتماع لهيئة إدارة الكوارث وأعطيت التوجيهات اللازمة فيما يتعلق بمواكبة كل ما يحصل، وتزويد المواطنين بالإجراءات والتوجيهات المناسبة، منعاً لحصول أي هلع، والاستعداد لأي طارئ، والكشف الوقائي على المباني والمنشآت التي يقال إنها أصيبت بأضرار، وخاصة سد القرعون، للتأكد من عدم حصول أي تصدع.
وجرى تكليف وزير البيئة ناصر ياسين بالاتصال بالسلطات التركية التي طلبت نوعاً من التعاون في مجال الإغاثة، مع احتمال إرسال قوة إنقاذ من الجيش اللبناني والدفاع المدني للمساعدة.
كذلك جرى تكليف وزير الأشغال العامة، علي حمية، بالاتصال بالجانب السوري لعرض تقديم أي مساعدة مطلوبة.
من جهتها، حذرت نقابة المالكين من الاستمرار في السكن بالمباني القديمة المؤجرة، مطالبة بإخلائها فوراً. وأشارت إلى أنها ترفع مسؤوليتها عن أي كارثة تحصل فيها خلال الساعات المقبلة لا سمح الله، مناشدة المعنيين إخلاءها بشكل سريع، حفاظاً على أرواح المالكين والمستأجرين على حد سواء.
بدورها، وضعت هيئة الطوارئ المدنية نفسها بتصرف الهيئة العليا للإغاثة، داعية إلى إبلاغ شرطة البلدية أو القوى الأمنية فوراً بأي تصدعات في الأبنية .